السبت، 10 مايو 2014

ان الله لا يحب المسرفين

ألمانيا بلد صناعي.
وهو ينتج أعلى العلامات التجارية مثل بنز، بي أم دبليو، وشركة سيمنز الخ.
و يتم ضخ الطاقة بالمفاعل النووي في مدينة صغيرة في هذا البلد. 

في بلد كهذا،يتوقع الكثيرون رؤية مواطنيها يعيشون في رغد وحياة فاخرة. على الأقل هذا كان انطباعي قبل رحلتي الدراسية.
عندما وصلت الى هامبورغ، رتب زملائي الموجودين في هامبورغ جلسة ترحيب لي في أحد المطاعم. وعندما دخلنا المطعم، لاحظنا أن كثير من الطاولات كانت فارغة. وكان هناك طاولة صغيرة تواجد عليها زوجين شابين لم يكن أمامهما سوى اثنين من الأطباق وعلبتين من المشروبات.
كنت أتساءل إذا كانت هذه الوجبة البسيطة يمكن أن تكون رومانسية، وماذا ستقول الفتاة عن بخل هذا الرجل.
وكان هناك عدد قليل من السيدات كبيرات السن.
كنا جياعا، طلب زميلنا الطعام كما طلب المزيد لأننا نشعر بالجوع.. وبما أن المطعم كان هادئا، وصل الطعام سريعاً.
لم نقض الكثير من الوقت في تناول الطعام.
عندما غادرنا المكان، كان هناك حوالي ثلث الطعام متبقٍ في الأطباق.
لم نكد نصل باب المطعم الاّ وبصوت ينادينا!!
لاحظنا السيدات كبيرات السن يتحدثن عنا إلى مالك المطعم!! …. عندما تحدثوا إلينا،
فهمنا أنهن يشعرن بالاستياء لإضاعة الكثير من الطعام.!
قال زميلي: "لقد دفعنا ثمن الغذاء الذي طلبناه فلماذا تتدخلن فيما لايعنيكن؟"
إحدى السيدات نظرت الينا بغضب شديد.
واتجهت نحو الهاتف واستدعت أحدهم.
بعد فترة من الوقت، وصل رجل في زي رسمي قدم نفسه على أنه" ضابط من مؤسسة التأمينات الاجتماعية"
وحرر لنا مخالفه بقيمة 50 مارك!.
التزمنا جميعا الصمت.
وأخرج زميلي 50 مارك قدمها مع الاعتذار إلى الموظف.
قال الضابط بلهجة حازمة "اطلبوا كمية الطعام التي يمكنكم استهلاكها ..... المال لك لكن الموارد للمجتمع. وهناك العديد من الآخرين في العالم الذين يواجهون نقص الموارد…..
ليس لديك سبب لهدر الموارد "!.
احمرت وجوهنا خجلاً...
ولكنا اتفقنا معه.. نحن فعلا بحاجة إلى التفكير في هذا.إن هذا الدرس يجب أن نأخذه على محمل الجد لتغيير عاداتنا السيئة.
قام زميلي بتصوير تذكرة المخالفة وأعطى نسخة لكل واحد منا كهدية تذكارية.

"فالمال لك، لكن الموارد ملك المجتمع

شهر رمضان قادم،
فهل من الممكن أن نضع مثل هذه الدروس في الحسبان؟؟

لماذا نبدو أثمن حين نموت

بقلم  : زيد الناعبي ..~

صحيح !!!

لماذا حين نموت نبدو للآخرين شيئاً ثميناً فقدوه و للتو شعروا بقيمته ..ثم يفتشون في حياته الماضيه و ذكرياته .. 
و تفاصيل عباراته وأدق حركاته !
ثم يسرعون في البكاء علينا . و يتلمسون آثار خطواتنا و ذكرياتنا 
ويقلبون دفاتر ايامنا والبومات صورنا .... ويلصقونها في حائط جدرانهم او ايقونات صور برامج التواصل الاجتماعي .... ويكتبون فينا الكلام الجميل والنثر البديع وتبدأ اوجه وعلامات الحزن شاهدة في كل مناسبة وكل ناحية من روتين حياتهم ،

لم يكن شيئاً عسيراً ،
أن يفعلوا ذلك و نحن أحياء .. ؟
أن يبوحوا لنا بحبهم .. 
أن يشعروا بالندم حيال أخطائهم 
و خيباتهم لنا المتكرره ..
ليس بالأمر الصعب أن يبادلونا الحب . .
و الضحكات ..
و اللحظات السعيده التي نحلم بها ..
أن يكونوا أصدقاء قريبين كما يجب !

حين نموت نكون أثمن بالنسبة لهم .. نكون شيئاً يستحق البكاء بحرارة .. !
فقط حين يغلق دوننا و دونهم باب الموت 
" الخلاصة "
نحن في هذه الحياة ضيوف فقط .. ندخل العالم فترة من الزمن وتسحب منا ورقة العمر ... هي لحظات بسيطة .. نقضيها في دروبها ومتاهاتها ولا نعلم متى يقال فلان رحل وفلانة ماتت .. انها جسر موصل بين ولادة ووفاة 
ولا نعلم كم طول هذا الجسر ، 

اليوم قد يكون أحباؤنا قريبين لكنهم سيكونون قريبا بعيدين ، وحينها سنتألم كثيرا لأننا لم نودع في آذانهم وقلوبهم مشاعرنا ، 
سنندم على أننا لم نمض معهم الوقت الذي يليق بأهميتهم في حياتنا ومحبتنا لهم ، 
نعتقد دائما أن الغد سيمنحنا وقتا كافيا لنستمتع فيه مع أحبتنا ، لكن ترحيل أمنياتنا إليه هو أكبر خدعة صنعناها في التاريخ ، إنه يمنحنا ذريعة لقتل الفرص العظيمة المتاحة لنا اليوم ، لقد وفرنا له كل السبل لسرقة لحظاتنا الجميلة.
إن أسوأ شيء نرتكبه في حقنا أن نضع أمنياتنا في حقائب الغد ، احملوا أمنياتكم على أكتافكم ، دعوها ترافقكم هذه اللحظة وكل لحظة ، 
اكتبوا واخرجوا واستمتعوا مع أحبتكم اليوم ، عيشوا اللحظة الآن حتى لا تظلوا بقية حياتكم مسجونين خلف قضبان الندم ، 
كونوا قريبين مِـن الاحباب والخلان قَبل أن يطرق باب الفراق

الأربعاء، 7 مايو 2014

لاعب اسطوري

كُرة القدم هي اللعبة الأكثر شعبية حول العالم وفي حقيقة الأمر هي في الوقت ذاته الرياضة التي يصعب أن تبحث بين ممارسيها عن شخصٍ يستطيع أن يفرض حبه واحترامه على منافسيه قبل النادي الذي يلعب له.

فعلى سبيل المثال سطرَّ البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد الأسباني اسمه بأحرف من ذهب في سجلات النادي الأبيض وفي قلوب مشجعيه ولكن في حقيقة الأمر لرونالدو الكثير من الأعداء من الأندية المنافسة لريال مدريد مع تعدد الأسباب والحال ذاته ينطبق على النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي معشوق جمهور برشلونة الإسباني إلا أنَّه ميسي يملك الكثير من الأعداء سواءً في الوسط الإسباني أو خارج إسبانيا نظير مواقف متعددة الأسباب .

لكن أن تجد لاعباً كسب احترام المنافس قبل النادي الذي يلعب له ، وكسب احترام جمهور الخصم قبل احترام جمهور ناديه فهنا الحديث سيكون عن فئة قليلة جداً بل ونادرة من اللاعبين يأتي على رأسهم دون أدنى شك النجم الأرجنتيني الخلوق خافيير زانيتي لاعب نادي إنتر ميلان الإيطالي.

وكان زانيتي قد أعلن مؤخراً اعتزاله كرة القدم نهائياً مع نهاية الموسم الحالي حيث صرَّح بالقول :" اعتقد أنَّ الوقت حان لأترك ملاعب كرة القدم ، لقد أعطيت كل ما لديَّ لكرة القدم وأعطتني الكثير الكثير من الخبرة واللحظات الجميلة ولكن في حقيقة الأمر لم يعد بإمكاني الإستمرار ، إنَّها لحظة النهاية لمسيرة استمتعت بكل لحظةٍ من لحظاتها ".

وكان زانيتي قد تنقل في مسيرته الكروية مع ثلاث أندية بدأها في تاليريس الأرجنتيني حيث لعب هناك في الموسم 1992 1993 قبل أن ينتقل في الموسم التالي إلى نادي بانفيلد الأرجنتيني ليقضي هناك 3 مواسم ويبدأ بعدها مسيرته الأكبر مع نادي إنتر ميلان حيث انتقل إلى صفوفه في مطلع موسم 1995 1996 ليستمر كلاعب في صفوف الفريق حتى الآن.

وقدّم زانيتي طيلة مسيرته الكروية مثالاً كبيراً للاعب الخلوق الذي يُحتذى به فوق أرضية الملعب وخارجه سواءً من ناحية الإلتزام والإنضباط أو من ناحية تقديم كل ما يملك في سبيل خدمة النادي الذي يمثله ولعلَّ 22 سنة من الإحتراف من زانيتي قابلتها الكثير من التصريحات التي تُحفظ عبر وريقات التاريخ حول قيمة هذا الأرجنتيني الدولي يأتي على رأسها ذلك التصريح الذي أطلقه النجم الويلزي المعتزل مؤخراً ريان جيجز والذي يقول عن زانيتي :" واجهت زانيتي لأول مرة في دوري الأبطال عام 1999 ، كان حينها ظهير إنتر ميلان الأيمن وكنت جناح مانشستر يونايتد الأيسر ، في حقيقة الأمر تعجبت كثيراً من مدى القدرات التي يمتلكها ، لقد أظهر في تلك المباراة كم يمتلك من القوة والسرعة والإنضباط والذكاء والخبرة في التعامل مع الكرة".

ويُكمل جيجز في حديثه حول زاينيتي ويقول :" واجهته لمرتين بعد تلك المواجهة وأثبت لي زانيتي أنَّه أصعب خصم واجهته في مسيرتي الكروية كاملةً ، إنَّه الظهير المتكامل ".

وكانت مسيرة زانيتي في إنتر ميلان في واقع الأمر هي التي ألقت بالأضواء على هذا النجم الأرجنتيني الذي خاض مع إنتر ميلان 856 مباراة طيلة 20 سنة قضاها في صفوف النيرازوري حصد خلالها 15 لقباً مدوناً اسمه بأحرف عريضة مُرصعة بالذهب في تاريخ النادي الإيطالي .

ولن تنسى وريقات مسيرة زانيتي الكروية ذلك التصريح التاريخي الذي أطلقه أسطورة الكرة الإيطالية روبيرتو باجيو متحدثاً عن زانيتي بقوله :" زانيتي هو اللاعب الخاص في عالم كرة القدم ، لم أرَ منه تصرفاً سيئاً أو حديثاً سيئاً عن شخصٍ ما طيلة مسيرته الكروية ، في الوقت الحاضر ليس هُناك لاعب بقيمة زانيتي".

ويتابع باجيو تصريحه الشهير حول زانيتي بالقول :" يوماً ما جاء زانيتي وقال لي أتمنى ان أكون يوماً ما مثلك ، أنا اليوم سأرد على كلامه وأقول له أنا يا زاينيتي من يتمنى أن يكون مثلك ".

زانيتي كان مثالاً حقيقياً للاعب المحترف وممَّا لا شكَّ فيه أنَّ كرة القدم الإيطالية والأرجنتينية ونادي إنتر ميلان على وجه الخصوص سيفتقدون لللاعب الذي قال عنه مدرب يوفينتوس كونتي يوماً ما :" زانيتي هو اللاعب الذي صنع التاريخ ، حين أفكر بلاعب فرض نفسه في الملعب وخارجه كإنسان ولاعب فإنَّ زانيتي وحده من يخطر في ذهني ".