السبت، 25 يونيو 2016

احذروا الفتنة اخوتي وربّوا أبناءكم تربية قائمة على المحبة

((يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ)) ، وَ((يَقْتُلَ أَخَاهُ ))، وَ((يَقْتُلَ عَمَّهُ)) ، وَ((يَقْتُلَ ابْنَ عَمِّهِ)) 


احفظوا ابناءكم ،،، 
علموهم المعتقد الصحيح ،،، حذروهم من الفتن ،،،
عرفوهم بشر الفرق والجماعات الحزبية ،،، 

أحسنوا إليهم بالتعليم،،، 
اربطوهم بعلماء عصرهم الراسخين أصحاب المنهج الصحيح ،،، 
أبعدوهم عن مواطن الفتن ،،، 
أبعدوهم عن دعاة الفتن ،،، 
تعاهدوا مجالسهم مع أصحابهم ،،
حببوا إليهم مجتمعهم والالتفاف حول ولاة أمرهم ،،،
بينوا لهم بالدليل انحراف المنحرفين،
وعلموهم سنة سيد المرسلين بأنَّ هذه الأمة ستفترق إلى ٧٣ فرقة كلها في النار إلا واحدة ،،،
علموهم طريق الفرقة الناجية ،،،
وسمّوا لهم الفرق المنحرفة والإرهابية ،،،
ليستبين لهم السبيل،،،
فيكونوا مستبصرين ،،، فلا يُخدعون ،،،


ابناؤنا أمانة في أعناقنا 
{ عقيدتهم ، وفكرهم ، وصحبتهم ، وطعامهم ، وشرابهم ،...}

لمن نتركهم ؟! 
فلنسأل عن أصحابهم ، ولنتعرف على من يعتبرنه مِنْ قدواتهم ، ما طموحاتهم ، وما رغباتهم ؟

نجالسهم ونحادثهم ونأخذ ونعطي معهم .
بالأسلوب الطيب نبين لهم فضل الاجتماع وشر الافتراق 
نبين لهم فضل الأمن وآثار الخوف والحرب .


وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال :

( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُنَا أَنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ الْهَرْجَ . 
قِيلَ : 

وَمَا الْهَرْجُ ؟

قَال : الْكَذِبُ وَالْقَتْلُ . 
قَالُوا :

أَكْثَرَ مِمَّا نَقْتُلُ الْآنَ ؟ 

قَالَ : إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمْ الْكُفَّارَ ، وَلَكِنَّهُ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ، حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ ، وَيَقْتُلَ أَخَاهُ ، وَيَقْتُلَ عَمَّهُ ، وَيَقْتُلَ ابْنَ عَمِّهِ .
قَالُوا : سُبْحَانَ اللَّهِ !
وَمَعَنَا عُقُولُنَا ؟

قالَ : لَا ، إِلَّا أَنَّهُ يَنْزِعُ عُقُولَ أَهْلِ ذَاكَ الزَّمَانِ ، حَتَّى يَحْسَبَ أَحَدُكُمْ أَنَّهُ عَلَى شَيْءٍ وَلَيْسَ عَلَى شَيْءٍ )

رواه أحمد في " المسند " (32/409) ، وصححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " (رقم/1682)

الأربعاء، 15 يونيو 2016

مشروع "سايكس بيكو" .. احذروا يا عرب

برنارد لويس و تنظيم “داعش” و مخطط تقسيم العالم العربي



 فاطمة بتغراصا 2014/09/03 

الجماعات الإسلامية,
 الربيع العربي, 
الشرق الأوسط,
 العالم العربي, 
حرب أهلية, 
داعش, 
سايكس بيكو
, سياسة,
 مجتمع, 
نزاعات
        في ظل ما يشهده العالم العربي من  موجات عنف و صراعات دموية من جهة، وحروب طائفية  قائمة على أسس دينية و عرقية  من جهة أخرى . و مع تردد أصوات كثيرة في الآونة الأخيرة  لخبراء حول  وجود مخططات  استعمارية جديدة  تحاك خلف الستار تستهدف المنطقة العربية  و التي  ستتضح بصورتها الكاملة في العام 2018،
 أي بعد مائة عام من اتفاقية سايكس بيكو، التي قسمت الدول العربية بحدودها الحالية.

 حسب هذه المخططات فإن المشروع المستهدف يرمي إلى تقسيم  و تفتيت الدول العربية بتحويلها  إلى دويلات صغيرة وممزقة على أساس طائفي و مذهبي ،
 بالمقابل ستظهر فدرالية تقودها إسرائيل باعتبارها الدولة المركزية الوحيدة التي ستحكم المنطقة سعيا
 منها  لتحقيق  حلم ” إسرائيل الكبرى
 من النيل إلى الفرات ”
  بعدما تضعف دول الجوار.

كل هذا و بعيدا عن نظريات المؤامرة ، سنتوقف اليوم عند أهم وأشهر  مخطط  هادف إلى تقسيم العالم العربي وذلك  بإعادة ترتيبه من جديد  وفقا لأهداف  مدروسة و دقيقة  أو في إطار  ما بات يعرف اصطلاحا ب 
” الفوضى الخلاقة” .
نتحدث هنا عن “وثيقة برنارد  هنري لويس ” 
التي أقرها الكونغرس الأمريكي  سنة  1983.

برنارد لويس مستشرق بريطاني 
 و مؤرخ  مختص في الدراسات الشرقية الإفريقية بلندن . 
يعتبر صاحب أخطر مخطط طرح في القرن العشرين  لتفتيت الشرق الأوسط إلى أكثر من ثلاثين دويلة اثنية و مذهبية . 
كما كان حسب ما نشرته صحيفة 
“وول ستريت جورنال” منظرا لسياسة التدخل الأمريكية في المنطقة العربية أثناء إدارة  الرئيس الأميركي جورج بوش وحربه  المزعومة ضد الإرهاب .

 وبحكم علاقته القريبة من الإدارة الأمريكية السابقة فإن مخططه هذا
  يراه  محللون من السياسات المستقبلية التي تنتهجها  الولايات المتحدة في  تعاملها مع قضايا الشرق الأوسط  وهو كذلك   يعتبر جزءا من خريطة
” الشرق الأوسط الجديد” 
  التي لوحت بها علنا وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة  كونداليزا رايس  خلال العدوان الإسرائلي على لبنان عام 2006.
 كما يظهر ذلك  أيضا  في تعامل الإدارة الأمريكية الحالية مع ما أطلق عليه ” ثورات  الربيع العربي” .

مخطط  برنارد لويس الذي يلعب
 على  اشعال النعرات  الإثنية و العرقية
 و الدينية  المتواجدة في دول العالم العربي الإسلامي /
 نشرته لأول مرة مجلة  وزارة الدفاع الأمريكية مرفقا بمجموعة من الخرائط التي توضح تقسيم كل دولة  إلى 4 دويلات و دول أخرى قسمت إلى أكثر 
من 4 دويلات  … كما توضح  هذه  الخرائط لبعض البلدان العربية بعد التقسيم   :


يبني 
برنارد لويس مخططه هذا انطلاقا من دراسته الطويلة لبنى العالم العربي
 و تأليفه لعشرات الكتب  عن الشرق الأوسط  و خاصة  اهتمامه بنظم الحكم أيام الدولة العثمانية. 

نذكر من أهم كتبه:

“حرب مندسة
و إرهاب غير مقدس”
“أزمة الإسلام” 
“مستقبل الشرق الأوسط”
“العرب في التاريخ ” 
“الحداثة في الشرق الأوسط الجديد”… الخ .

 ومنه فإن الطبيعة والتركيبة  القبلية
 و العشائرية  للدول العربية  على مر السنين جعلت  برنارد لويس يجزم بأنه من المستحيل على العرب تكوين دولة بالمعنى الحديث .

 وذلك لأنهم مؤسسون على مجتمع 
محكوم بالنظام القبلي الطائفي.
 ويرى أن على أميركا استثمار هذه التناقضات العرقية و العصبيات القبلية
 و الطائفية لصالح مصالحها الإستراتجية بالمنطقة كما يتوقف الأمر أيضا على حسن استعمالها لسياسة ” فرق تسد”

وفي نفس الاطار  نقل عن برنارد لويس في مقابلة أجرتها معه وكالة الاعلام         ما يلي : 

”  إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مـُفسدون فوضويون لا يمكن تحضيرهم .. وإذا تـُركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية ارهابية تدمر الحضارات وتقوض المجتمعات ..  ولذلك فان الحل السليم للتعامل معهم هو اعادة احتلالهم واستعمارهم …
” ويضيف : 
” ولذلك فإنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية ..
 ولا داعي لمـراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود أفعالهم…. 
ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك : 

( إما أن نضعهم تحت سيادتنا أو ندعهم ليدمروا حضارتنا ).. 

ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المـُعلنة
 “هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية ”

الحديث عن هذه المخططات بات
 واضحا في العديد من الدوريات و المجلات الغربية . 
اخر الخرائط نشرتها  كل من  صحيفة ” نيويورك تايمز” ومجلة  ” تايم” الأمريكيتان توضح هذه المخططات
 التي شملت تقسيم كل من المملكة العربية السعودية و العراق و سوريا 
و ليبيا إلى 14 دولة .


من جهة أخرى 
يذهب  بعض الخبراء و المحللون  أبعد
 من ذلك، حيث يعتبرون 

أن  ما بات يعرف بتظيم  ” داعش”  
ما هو إلا صناعة أمريكية و حجر أساس
 لبداية تنفيذ هذه المخططات التي تلعب على الوتر الطائفي الديني.

و بعيدا عن كل التكهنات ، لعل كل  متتبع للوقائع والأحداث الجارية بالعالم العربي  أن يلاحظ أن الأمر قد خرج عن السيطرة بعد التمدد السريع و الخاطف لتنظيم الدولة الإسلامية في كل من العراق و سوريا و القائم على أسس طائفية مذهبية هو الآخر.

ما يرتكبه هذا التنظيم في  العراق على الأخص أو ما يقع في ليبيا و اليمن من تمزقات داخلية  توصلنا  جميعا إلى قناعة واحدة ، قناعة  تثبت أن الدول العربية تقع على فالق زلزالي،  فأصعب الحروب على مر التاريخ  و أشدها فتكا 
هي الحروب الأهلية
 و التي  تسببها اليوم انتشار مجموعات مسلحة كـ”داعش” وغيرها و التي تعلن صراحة أنها تريد أن تقيم دويلات 
و تعيد تقسيم المنطقة من جديد .

 وهنا يجب أن نعود إلى  خريطة ” دولة الخلافة”   لتقسيم المنطقة العربية
 و التي أخرجها  هذا التنظيم  للعالم 
في يوليو الماضي و القائم  على نفس الأسس و المعايير الدينية .

 يبقى مشروع برنارد لويس مشروعا 
قائما بذاته، ونظرية مطروحة بقوة  خاصة مع ظروف عربية متاحة و مناسبة تثمن هذا المخطط  و تشرذم  واضح ، واقتتال وتناحر  داخلي  يطفو  يوما بعد يوم على السطح … 
كل هذا يقدم خدمة جليلة للاستعمار الحديث و  يمهد لمشروع  “سايكس بيكو” جديد يحرق  المنطقة و يحفظ أمن إسرائيل .

WordPress.org

الثلاثاء، 7 يونيو 2016

الشهوة الخفية

ﻣﻦ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ؛ 
 ﺭﻭﻯ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻋﻦ (ﺃﺣﻤﺪَ ﺑﻦِ ﻣﺴﻜﻴﻦ) ؛ ﺃﺣﺪِ ﻋﻠﻤﺎﺀِ (ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ) ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ، ﻗﺎﻝ - رحمه الله - :

« ﺍﻣﺘُﺤِﻨﺖ ﺑﺎﻟﻔﻘﺮ (ﺳﻨﺔ 219) ، ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺷﻲﺀ ، ﻭﻟﻲ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﻃﻔﻠﻬﺎ ، ﻭﻗﺪ ﻃﻮﻳﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﻉ ﻳﺨﺴِﻒ ﺑﺎﻟﺠَﻮﻑِ ﺧﺴﻔﺎ، حتى تمنيت أني فأراً يقرض الخشب،،ﻓَﺠَﻤﻌْﺖُ ﻧﻴّﺘﻲ ﻋﻠﻰ (ﺑﻴﻊ ﺍﻟﺪﺍﺭ) ﻭﺍﻟﺘﺤﻮّﻝ ﻋﻨﻬﺎ ، ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺃﺗﺴﺒﺐ ﻟﺒﻴﻌﻬﺎ ﻓﻠﻘﻴﻨﻲ (ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ) ؛ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﻨﻴﺘﻲ ﻟﺒﻴﻊ ﺍﻟﺪﺍﺭ ؛ ﻓﺪﻓﻊ ﺇﻟﻲ (ﺭُﻗﺎﻗﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺰ) ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺣﻠﻮﻯ، ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻃﻌﻤﻬﺎ ﺃﻫﻠﻚ .
ﻭﻣﻀﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭﻱ ؛ ﻓﻠﻤﺎ ﻛﻨﺖُ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻘﻴﺘﻨﻲ (ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﻌﻬﺎ ﺻﺒﻲ)، ﻓﻨﻈَﺮَﺕْ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮُّﻗﺎﻗﺘﻴﻦ ﻭﻗﺎﻟﺖ : « ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ، ﻫﺬﺍ ﻃﻔﻞ ﻳﺘﻴﻢ ﺟﺎﺋﻊ ، ﻭﻻ‌ ﺻﺒﺮ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻮﻉ ، ﻓﺄﻃﻌﻤﻪ ﺷﻴﺌًﺎ ﻳﺮﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ » ، ﻭﻧﻈﺮ ﺇﻟﻲّ ﺍﻟﻄﻔﻞُ ﻧﻈﺮﺓ ﻻ‌ ﺃﻧﺴﺎﻫﺎ ، ﻭﺧُﻴِّﻞ ﺇﻟﻲّ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻧﺰﻟﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻷ‌ﺭﺽِ ﺗﻌﺮﺽ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣَﻦ ﻳُﺸﺒِﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﺃﻣﻪ ؛ ﻓﺪﻓﻌﺖ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻳﺪﻱ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ، ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ : ﺧﺬﻱ ﻭﺃﻃﻌﻤﻲ ﺍﺑﻨﻚ ! ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺃﻣﻠﻚ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻭﻻ‌ ﺻﻔﺮﺍﺀ ، ﻭﺇﻥ ﻓﻲ ﺩﺍﺭﻱ ﻟﻤَﻦ ﻫﻮ ﺃﺣﻮﺝ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ، ﻓﺪﻣﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ، ﻭﺃﺷﺮﻕ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺼﺒﻲ .
ﻭﻣﺸﻴﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻬﻤﻮﻡ ، ﻭﺟﻠﺴﺖ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﺋﻂ ﺃﻓﻜﺮ ﻓﻲ ﺑﻴﻊ ﺍﻟﺪﺍﺭ ، ﻭﺇﺫ ﺃﻧﺎ ﻛﺬﻟﻚ ؛ ﺇﺫ ﻣﺮّ (ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ) ، ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﻄﻴﺮ ﻓﺮﺣًﺎ ، ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻣﺤﻤﺪ ، ﻣﺎ ﻳُﺠﻠﺴﻚ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ ، ﻭﻓﻲ ﺩﺍﺭﻙ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﻐﻨﻰ ؟!
ﻗﻠﺖ : ﺳﺒﺤﺎﻥ الله !
ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻧﺼﺮ ؟!
ﻗﺎﻝ : ﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ مِن ﺧﺮﺍﺳﺎﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻚ ﺃﻭ ﺃﺣﺪٍ ﻣِﻦ ﺃﻫﻠﻪ ، ﻭﻣﻌﻪ ﺃﺛﻘﺎﻝٌ ﻭﺃﺣﻤﺎﻝٌ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻷ‌ﻣﻮﺍﻝ!
ﻓﻘﻠﺖ : ﻣﺎ ﺧﺒﺮﻩ ؟!
ﻗﺎﻝ : ﺇﻧﻪ ﺗﺎﺟﺮ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮﻙ ﺃﻭﺩَﻋﻪ ﻣﺎﻻ‌ً ﻣِﻦ (ﺛﻼ‌ﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ)! ﻓﺄﻓﻠﺲ ﻭﺍﻧﻜﺴﺮ ﺍﻟﻤﺎﻝ ، ﺛﻢ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺧﺮﺍﺳﺎﻥ ، ﻓﺼﻠﺢ ﺃﻣﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻫﻨﺎﻙ ، ﻭﺃﻳﺴَﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ، ﻭﺃﻗﺒﻞ ﺑﺎﻟﺜﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻐِﻨﻰ ، ﻓﻌﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻠّﻞ ، ﻓﺠﺎﺀﻙ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺑﺤﻪ ﻓﻲ (ﺛﻼ‌ﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ) .
ﻳﻘﻮﻝ (ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻜﻴﻦ) : ﺣﻤﺪﺕُ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺷﻜﺮﺗﻪ ، ﻭﺑﺤﺜﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﺔ ﻭﺍﺑﻨﻬﺎ ، ﻓﻜﻔﻴﺘﻬﻤﺎ ﻭﺃﺟﺮَﻳﺖُ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺭِﺯﻗﺎ ، ﺛﻢ ﺍﺗّﺠﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻝ ، ﻭﺟﻌﻠﺖ ﺃﺭﺑﻪ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﺼﻨﻴﻌﺔ ﻭﺍﻹ‌ﺣﺴﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻣﻘﺒﻞ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﻭﻻ‌ ﻳﻨﻘﺺ .
ﻭﻛﺄﻧﻲ ﻗﺪ ﺃعجبتني ﻧﻔﺴﻲ ، ﻭﺳﺮّﻧﻲ ﺃﻧﻲ ﻗﺪ مُلأَﺕْ ﺳِﺠِﻼ‌ﺕُ ﺍﻟﻤﻼ‌ﺋﻜﺔِ ﺑﺤﺴﻨﺎﺗﻲ ، ﻭﺭﺟﻮﺕ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻗﺪ ﻛُﺘِﺒﺖُ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ !
ﻓﻨﻤﺖُ ﻟﻴﻠﺔً ؛ ﻓﺮﺃﻳﺘُﻨﻲ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ، ﻭﺍﻟﺨﻠﻖ ﻳﻤﻮﺝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ، ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻗﺪ ﻭُﺳِّﻌَﺖْ ﺃﺑﺪﺍﻧُﻬﻢ ، ﻓﻬﻢ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﺃﻭﺯﺍﺭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮﺭﻫﻢ ﻣﺨﻠﻮﻗﺔ ﻣﺠﺴّﻤﺔ ، ﺣﺘﻰ ﻟﻜﺄﻥ ﺍﻟﻔﺎﺳﻖ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺨﺰﻳﺎﺕ ، ﺛﻢ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻳﻦ ، ﻭدعيت باسمي ﻟﻮﺯﻥ ﺃﻋﻤﺎﻟﻲ ، ﻓﺠُﻌِﻠﺖ ﺳﻴﺌﺎﺗﻲ ﻓﻲ ﻛِﻔﺔ ، ﻭﺃﻟﻘَِﻴﺖ ﺳِﺠﻼ‌ﺕُ ﺣﺴﻨﺎﺗﻲ ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺧﺮﻯ ، ﻓﻄﺎﺷﺖ ﺍﻟﺴﺠﻼ‌ﺕ ، ﻭﺭﺟﺤﺖ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ، ﺛﻢ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﻳﻠﻘﻮﻥ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﻣﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺻﻨﻌﻪ !
ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺤﺖ ﻛﻞ ﺣﺴﻨﺔٍ (ﺷﻬﻮﺓٌ ﺧﻔﻴﺔٌ) ﻣِﻦ ﺷﻬﻮﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ، ﻛﺎﻟﺮﻳﺎﺀ ،ِ ﻭﺍﻟﻐﺮﻭﺭِ ، ﻭﺣﺐِ ﺍﻟﻤَﺤْﻤﺪﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻓﻠﻢ ﻳﺴﻠﻢُ ﻟﻲ ﺷﻲﺀ، ﻭﻫﻠﻜﺖُ ﻋﻦ ﺣﺠﺘﻲ ، ﻭﺳﻤﻌﺖُ ﺻﻮﺗًﺎ : ﺃﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻟﻪ ﺷﻲﺀ ؟
ﻓﻘﻴﻞ : « بقي ﻫﺬﺍ ، ﻭانا ﺃﻧﻈﺮ ﻷ‌ﺭﻯ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻘﻲ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﺮﻗﺎﻗﺘﺎﻥ ﺍﻟﻠﺘﺎﻥ ﺃﺣﺴﻨﺖ ﺑﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﺑﻨﻬﺎ ، ﻓﺄﻳﻘﻨﺖ ﺃﻧﻲ ﻫﺎﻟﻚ ، ﻓﻠﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺃُﺣﺴِﻦُ بمئةِ ﺩﻳﻨﺎﺭٍ ﺿﺮﺑﺔً ﻭﺍﺣﺪﺓ ، ﻓﻤﺎ ﺃﻏﻨَﺖْ ﻋﻨﻲ ، ﻓﺎﻧﺨﺬﻟﺖ ﺍﻧﺨﺬﺍﻻ‌ً ﺷﺪﻳﺪًﺍ ، ﻓﻮُﺿِﻌَﺖ ﺍﻟﺮﻗﺎﻗﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻜﻔﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ ﺗﻨﺰﻝ ﻗﻠﻴﻼ‌ً ﻭﺭﺟﺤﺖ ﺑﻌﺾَ ﺍﻟﺮﺟﺤﺎﻥ ، ثم ﻭُﺿﻌﺖ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻜﺖ ﻣﻦ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ، ﻭﻣﻦ ﺇﻳﺜﺎﺭﻱ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻭﺍﺑﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻲ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺎﻟﻜﻔﺔ ﺗﺮﺟُﺢ ، ﻭﻻ‌ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﺮﺟُﺢ ﺣﺘﻰ ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺗًﺎ ﻳﻘﻮﻝ : " ﻗﺪ ﻧﺠﺎ ".

« فلا تحقرنّ من المعروف شيئا ، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ، وﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻟﻮ ﺑﺸﻖ ﺗﻤﺮﺓ » .....

ذكرها الأديب الكبير : مصطفى صادق الرافعي - رحمه الله - 
في كتابه: (وحي القلم ).