بداية أحمد ربي على كل حال, وأؤمن بالقدر خيره وشره من
الله تعالى, واعتذر عن عنوان هذا الموضوع الذي قد لا يعجب البعض, ولكن,,,,
منذ عام 2008 (أي عام ارتفاع معدل الحوادث في
السلطنة بشكل ملحوظ) والحكومة تسعى جاهدة لتقليل عدد الوفيات في السلطنة...ولكن
للاسف أتى عام 2009 اخذا معه 986 روح تقريبا..وتبعه عام 2010 بحوالي 996 حالة
وفاة..عندما وصلنا الى عام 2011 تفائل الجميع بان معدل الحوادث في السلطنة سيقل
وبالتالي معدل الوفيات الناجمة عنها سيقل...لماذا هذا التفاؤل!!!...لانه وباختصار:
في نهاية عام 2010 تحدث جلالة السلطان عن موضوع الحوادث المرورية في سيح المكارم في ولاية صحار وابدى استياءة
منها..ونتيجة لهذا الخطاب تظافرت جهود الجهات الحكومية المعنية بهذا الموضوع في
ايجاد حلول للحد منه..فقامت شرطة عمان السلطانية باتخاذ اجراءات صارمة في هذا
الموضوع, حيث قامت بالتشديد على معلمي السياقة وقامت بانقاص عدد الناجحين في
اختبار السياقة في اليوم الواحد...يعني قبل عام 2011 كان عدد الناجحين في اختبار
تعليم السياقة يصل الى 30 ناجح من كل 100 مقدم- لا يخفى عليكم ان شرطة المرور تضع
عدد محسوب للاشخاص الناجحين في اختبار تعليم السياقة في اليوم الواحد, (يعني كم
واحد ينجح اليوم) هذا شي محسوب قبل بداية اختبارات السياقة- ومنذ عام 2011 قامت
الشرطة بانقاص هذا العدد ليصبح 18 ناجح من كل 100 مقدم اي 18%..كما قامت الشرطة
برفع غرامات مخالفات السير كالحزام واستخدام الهاتف والسرعة (الرادار)..كما قامت
بعض الجهات الحكومية الاخرى بالمساهمة في الموضوع باقامة ندوات ومحاضرات وخطب
لتثقيف الناس وتوعيتهم. كما لا ننسى دور وزارة الاعلام في المساهمة في هذا
الأمر....لكن,, بالرغم من كل هذه الجهود لم تثمر عن أي فائدة ولم يقل عدد الوفيات
في السلطنة, لم يثبت حتى, بل زاد واصبح 1054 حالة وفاة في عام 2011 و 1200 حالة وفاة في عام 2012..والسؤال الذي يطرح نفسة
هو: أين النتائج الايجابية المتوقعة منك يا حكومة؟؟؟
ما اريد ايضاحه هنا هو انني لا ألقي باللوم
الكامل على الحكومة, لانه وكما يعلم الجميع ان الانسان او العنصرالبشري يتحمل ما
نسبته 80-90% من سبب وقوع الحادث..ولكن بالرغم من هذا فان الحكومة لها دور في
المساهمة في وقوع هذه الحوادث..البعض سيرد بأن الحكومة لم تأمر الناس بالسرعة
والتهور اثناء القيادة..نعم هذا صحيح, الحكومة لم تأمرهم بذلك ولكن أين هي ردة فعل
الحكومة؟؟ أين هي ثمار جهودها؟؟......الحكومة استطاعت تحقيق شي واحد فقط بخصوص هذا
الموضوع, الا وهو رفع دخل شرطة عمان السلطانية السنوي, وذلك عن طريق الغرامات التي
يدفعها الناس عند دفع مخالفة الرادارات (المتحركة خصوصا), التي تفيد الشرطة اكثر
من المواطنين, وغيرها من هذه الامور التي ضرها اكثر من نفعها.
(المعروف) أن الحكومة تشكل من أذكى وأهم
وأرقى ناس في المجتمع, واقواهم نفوذا...مما يعني انهم قادرين على مواجهة اي معضلة
تواجههم او تضر بهم او بشعبهم..والحكومة ليست افراد, وانما جهات ومؤسسات مكونة من
اكثر الناس علما وفطنة وحكمة وابداع...هذا (المفروض) ينطبق ايضا على حكومة
السلطنة, بالتالي لها المقدرة على وضع حدود لاي مشكلة او تهديد قد يضر
بشعبها....ولكن للاسف الشديد هذا لا نراه في عمان, حيث تحدث المجازر اليومية في
الحوادث والكل يرى ويصمت...يجب ان تعلم الحكومة ان الانسان لن يتوقف عن فعل شي سيء
عندما يقال له قف, وانما يتوقف عندما يجبر على ذلك..وان الحوادث لا تتوقف عندما تأمر الناس بعدم التهور وعدم السرعة واتباع
الانظمة المرورية, ستتوقف فقط عندما يجبر الناس على اتباع الانظمة
المرورية..الاجبار هو الحل الوحيد لايقاف هذه المجازر وليس فقط توعية الناس
وتثقيفهم وزيادة الغرامات على الاشياء التافهه كالرادارات المتحركة التي لايوجد
منها اي فائدة للمواطنين, وزينة المركبات. اليوم لا يوجد على ارض السلطنة شخص لم
يفارق حبيب له او عزيز بسبب حادث مروري, بالتالي لا يوجد شخص لا يعلم ان التهور
والسرعة الجنونية هما شيئان خطيران وقد يؤديان الى الموت. لكن بسبب عدم وجود
الرقابة الذاتية -التي كثيرا ما نسمع عنها في البرامج الاذاعية والتلفزيونية- لا
تتوقف هذه الحوادث. على سبيل المثال كل شخص يعلم ان الاقتراب من الاودية هو شي
خطير وقد يؤدي للغرق, وكثيرا ما يتم التنبيه عن هذا الامر, بل ويوجد جنب كل مجرى
وادي لافتة تمنع الاقتراب منه, ولكن لا تظل الناس تغرق وتموت في هذه الاودية, لا
يوجد هناك رقابة ذاتية, هذا ما يجب ان يعرفه الجميع.. اختصر كلامي بجملة: يا
حكومة, ان لم تجبري سائقي المركبات اجبار تام بطريقة او بأخرى على اتباع الانظمة
المرورية فان الحوادث لن تتوقف..وهناك حلول منطقية وغير مكلفة كثيرة وضعت من قبل
المواطنين ولكن لم تنفذ.
بالنسبة
للذي حدث فجر الخميس الموافق 3/5/2012 وبالتحديد في الساعة السادسة صباحا, فقد توفي شخص واصيب
شخصان في حادث تدهور مركبة تابعة للجيش السلطاني العماني في منطقة قرن العلم
التابعة لولاية ازكي. حيث كانو خارجين من المعسكر وذاهبين الى منطقة قريبة لعمل تدريب
للرماية عندما وقع الحادث. لا املك تفاصيل الحادث ولكن ما اعرفه هو نوع السيارة:
لاند كروزر تابعة للجيش, وعدد الاشخاص 3, مصابين 2 وحالة وفاة واحدة, صديقي العزيز
واخي الجندي "جاسم الرصادي" 23
سنة. اللهم ارحمه واغفرله وادخله فسيح جنانك. أنتم السابقون ونحن اللاحقون.
"انا لله وانا اليه راجعون".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق