ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺘﺎﺓ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺟﺪﺍ ....
ﻣﺮﺕ ﺍﻟﺴﻨﻮﻥ ﻭ ﻟﻢ ﺗﺘﺰﻭﺝ ..
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻘﻠﺔ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ..
ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺧﻄﺎﺑﻬﺎ ﻛﺜﺮ ﻭ ﺍﻟﺮﺍﻏﺒﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻭ ﺃﻛﺜﺮ ..
ﻭ ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺮﻓﺾ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻬﺎ .. ﺗﺮﻓﺾ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺟﺎﺀ ﻟﺨﻄﺒﺘﻬﺎ
ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮﻫﺎ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ..
ﻭ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺨﺮﺝ ﺍﻟﺨﺎﻃﺐ ﺗﺨﺒﺮﻩ ﺑﺮﻓﻀﻬﺎ ..ﻓﺤﺎﺭ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻫﺎ ..
ﻭ ﻟﻜﻦ ﻟﺤﺒﻪ ﻟﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺮﺩ ﺃﻥ ﻳﻀﺎﻳﻘﻬﺎ ﺑﻜﻼﻡ ﻳﺠﺮﺣﻬﺎ ..
ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺤّﺰ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺗﺮﻓﺾ ﺍﻟﻌﺮﺳﺎﻥ ﻳﻮﻣﺎ ﺗﻠﻮ ﺍﻵﺧﺮ ..
ﻭ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻳﺘﺴﻠﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﺻﺎﺑﻌﻬﺎ ..
ﻭ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺎ .....
ﺟﺎﺀﻫﺎ ﺧﺎﻃﺐ ﺟﺪﻳﺪ ..
ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻸﻭﻟﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﻭ ﻻ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﻭ ﺟﻤﺎﻝ ..
ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﺪﻣﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ..
ﺧﺮﺟﺖ ﻟﺘﺨﺒﺮ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺗﺮﺿﺎﻩ ﺯﻭﺟﺎ ﻭ ﺗﺮﻳﺪﻩ ﺭﻓﻴﻘﺎ ..
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻛﺘﻢ ﺍﻧﺪﻫﺎﺷﻪ .. ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ :
ﻳﺎ ﺍﺑﻨﺘﻲ ﻫﻞ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺨﺒﺮﻳﻨﻲ ﻣﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻢ ﺗﺠﺪﻩ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ ..
ﻭ ﻗﺪ ﺟﺎﺀﻙ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻛﺜﺮ ﺟﺎﻫﺎ ﻭ ﺍﺭﻓﻊ ﺷﺎﻧﺎ ﻓﺮﻓﻀﺖِ ؟!!
ﻓﺄﺟﺎﺑﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺒﺎﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺠﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜﻞ ..
ﻭ ﻟﻢ ﻳﺒﺨﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻨﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮ .. ﻗﺎﻟﺖ :
ﻳﺎ ﺃﺑﺘﻲ ...
ﻛﻨﺖ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻟﻴﺮﺍﻧﻲ ﺍﻟﺨﺎﻃﺐ ﺃﻗﺪﻣﻬﺎ ﻣّﺮﺓ ﺑﺪﻭﻥ
ﺳﻜﺮ ﻣﻌﻬﺎ ..
ﻓﺘﻜﻮﻥ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺨﺎﻃﺐ ﻋﻠﻲ ﻭ ﻳﻨﺒﻬﺮ ﺑﺠﻤﺎﻟﻲ ..
ﻭ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﺬﻭﻕ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻳﻤﺘﻌﺾ ﻭ ﻳﻨﺴﻰ ﻭﺟﻮﺩﻱ ..
ﻭ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻣﺎﻝ ﻭ ﺟﺎﻩ ﻭ ﺷﺄﻥ ﻟﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ..
ﺃﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻑ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﻭ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ ﺃﻧﺎ ..
ﺷﺮﺏ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻭ ﻣﻊ ﻣﺮّﻫﺎ ﺍﺑﺘﺴﻢ ﻟﻲ ..
ﻓﺄﺣﺴﺴﺖ ﺃﻧﻪ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻤﻐﺰﻯ ﻣﻦ ﺷﺮﺏ ﻗﻬﻮﺗﻲ ..
ﻭ ﻓﻬﻢ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺭﻳﺪ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﻃﺮﻧﻲ ﺃﻟﻤﻲ ﻗﺒﻞ ﻓﺮﺣﻲ .. ﻭ ﺣﺰﻧﻲ ﻗﺒﻞ ﺳﻌﺎﺩﺗﻲ
ﻓﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻮﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﺗﻜﺒﺮ ﻣﻊ ﻣﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻗﺒﻞ ﺣﻠﻮﻫﺎ ..
ﻭ ﻻ ﺗﺘﻼﺷﻰ ﺇﻥ ﺍﻋﺘﺮﺿﺘﻬﺎ ﻋﻘﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ..
ﻗﺒﻞ ﺑﺠﻤﺎﻟﻲ ﻭ ﺭﺯﺍﻧﺘﻲ ﻭ ﺑﻤّﺮ ﻗﻬﻮﺗﻲ .
ﻓﻘﺒﻞ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻠﻮﺓ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻤﻪ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ..
ﻓﻨﻄﻖ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻗﺎﺋﻼ :
ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻚ ﻭ ﺯﺍﺩﻙ ﻋﻠﻤﺎ ﻭ ﻧﻮﺭﺍ