..... جريمة نملة .....
...🔛...ذكر العلامة أبن القيِّم- رحمه الله -في كتاب ...( مفتاح دار السعادة)...
هذه الأعجوبة وخلاصتها كالآتي
جلس أبن القيم تحت ظل شجرةٍ ، فرأى أمراً عجباً ...
رأي نملة تسير بجوار مكان جلوسه ...
حتى دنت من جناح جرادة ...
فأرادت حمله معها مراراً ... فلم تستطع لثقله عليها ...
فاتجهت إلى معسكرها
ـ قرية النمل تحت الشجرة ـ فما لبثت هنيهة حتى جاء فوج كبير وجم غفير من النمل معها لمكان الجناح
( يبدو والله أعلم أنها استنفرتهم لمساعدتها )
فلما دنا الفوج من المكان ،
رفع أبن القيم جناح الجرادة...
فبحثوا فلم يجدوا شيئاً ... فعادوا إلى مكانهم وقريتهم بعد أن أضناهم التعب...
وبقيت نملة واحدة ، ظلت تبحث بهمَّة عالية ...
( يبدو أنها النملة الأولى التي أبصرت الجناح أولاً ) ...
فأرجع أبن القيم الجناح ، فلما رأته طربت له ، وحاولت سحبه فلم تستطع...
فاتجهت مسرعة إلى رفيقاتها ...
ولكنها أبطأت في الخروج من القرية...
( الظاهر أنها حاولت إقناعهم بصدق حديثها ، حيث قلت مصداقيتها لما جرى في المرة الأولى ) ...
ثم خرج معها فوج أقل من المرة الأولى ...
حتى دنوا من مكان الجناح ،
فرفعه أبن القيم قبل وصولهم ، فلم يجدوا شيئاً...
فلما أضناهم البحث ، رجعوا إلى قريتهم خائبين ،
وبقيت نملة واحدة تبحث كالمصروعة
( لعلها نفس النملة بطلة الحدث )
وحينها أرجع الشيخ الجناح إلى مكانه ، فلما رأته طربت له ثانية.. .
وأنطلقت مسرعة إلى القرية
وأطالت جداً أكثر من الثانية ، ثم لم يخرج معها إلا سبعة فقط ...
فلما دنوا من مكان الجناح رفعه أبن القيم قبل وصولهم إليه ...
فلم يجدوا شيئاً .. فاشتاطوا غضباً ( على ما يبدوا )
حتى إنهم أحاطوا بها كالمعصم ، وجعلوها في وسطهم..
ثم ماذا ؟
لقد أنقضوا عليها ،
فقطَّعوا رفيقتهم النملة قطعة قطعة ،
فبقروا بطنها ،
وفصلوا رأسها عن جسدها ،
وكسروا أطرافها ( ولا حول ولا قوة إلا بالله )..
وبعد أن أنهوا جريمتهم النكراء في وضح النهار ،
وفي عالم يموج بالظلم ..
حتى في أوساط الحشرات
ألقى إليهم أبن القيم بالجناح، فلمَّا أبصروه ...
ندموا كثيراً وأحاطوا برفيقتهم المسكينة ...
( ضحية الاستعجال وعدم التثبت )
وقد أنتابهم حزن كبير...
ولكن ... بعد فوات الوقت !!!!
قال أبن القيِّم :
(فهالني ما رأيت .. وأحزنني ذلك كثيراً )..
فانطلقت إلى شيخ الإسلام أبو العباس أبن تيمية رحمه الله فأخبرته الخبر فقال :
( أما أنت فغفر الله لك ، ولا تعد لمثلها) ،
( وأما ما حدثتني به ، فسبحان من علَّم النمل قبح الكذب ، وعقوبة الكذَّاب)
🔚...سبحان الله أنظروا...
حتى الحشرات تستقبح الكذب وتترفع عنه وتنكر على الكذاب فعله ﻻنها على الفطره وفطرتها تهديها الى التحلى باﻻخﻻق الفاضله والصفات الحميدة ، والتخلي عن اﻻخﻻق الرذيلة والصفات القبيحه........!
〰 إنتهت 〰