السبت، 5 سبتمبر 2015

في ضيافة الجن - الجزء الثالث

حين مر خالد بجوار الرجل وثبت الشاة مطلقة صوتا غريبا...
رفع الرجل رأسه لتلتقي نظراته بنظرات خالد...
هاج الرجل وصاح صيحة عظيمة و هو يندفع باتجاه خالد لكن السلسلة حالت دون وصوله إليه...

كان الرجل قريبا من خالد بحيث لفحت أنفاسه النتنة وجه خالد...
كان يطلق زمجرة غريبة و يتمتم بكلمات لا قبل لخالد بها...
هنا .. و هنا فقط سكن الرعب بين أوصاله فسرت في جسده قشعريرة كادت أن توقف قلبه...شعر أنه لا يقوى على الوقوف على قدميه...

تراجع خالد خطوات إلى الوراء ثم تلفت حوله في خوف...
رأى الفتى بعيدا ينظر إليه...
تحرك خائفا وجلا وانطلق في إثر الفتى و الذي بدوره اختفى بين المنازل...

في هذه اللحظة لمح خالد شخص يقترب منه ببطء...
ثبت خالد في مكانه و هو موقن أنه ليس بين بني البشر...
حركة الشخص الغريب تدل على أن هناك خطب ما...
شعر أن ما سيحدث أمر لن تحمد عقباه...
كان الشخص الغريب مخيف ففي خطواته...
يخطو خطوة ثم يقفز في الثانية و يرجع رأسه إلى الوراء بقوة... أوجس خالد منه خيفة و سلم أمره لله...

حين تبين خالد شكل الشخص الغريب صعق مما رأى...
رجل بلا ملامح!!! 
بل بلا وجه!!!
لا شيء سوى فتحات تقوم مقام الفم و العين أما الأخرى فممسوحة...
قطعتا لحم سوداء تتدلى من كتفيه بدلا من الذراعين...
ساقان قصيرتان متصلتان بقدمين مفتوحتين في الاتجاه الآخر...

أنحلت العقدة عن لسان خالد ليصيح بأعلى صوته"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"...
توقف الرجل أمام خالد مباشرة ...
تقلص حجم ما يفترض أن تكون عينه الوحيدة...
كشر عن فم لا أسنان فيه أطلاقا...
تمتم بكلمات غريبة و بصوت كالرعد يصم الآذان...

تحدث إلى خالد بغلظة وقال: لماذا تستعيذ بالله؟!!
هل رأيت شيطانا؟!!! 
لم يجبه خالد بل فتح عينيه على مصراعيها...
تابع الغريب كلامه قائلا: هل تظن أن أشكالكم أنتم بنو البشر تعجبنا؟!!
هل تعتقد بأن هذا التشكل القبيح يعجنا؟!! لقد أجبرنا من ملك القبيلة بأن نتشكل بهيئة البشر بسبب وجودك على أرضنا...

كان خالد يستمع وقد تجمدت أوصاله حتى عن الهرب...
يشعر ببرد يسري في أطرافه...
يقرأ في سره ما قد حفظه من كتاب الله...

لم ينتظر الغريب أي رد من خالد بل باغته بسؤال:
هل تريد أن ترى شكلي الحقيقي؟!!
قلها... ليس عليك سوى أن تطلب ذلك!!!
استرسل الغريب قائلا: لا داعي لأن تطلب سترى شكلي الحقيقي

بدأ الغريب في التشكل...
أول ما لحظه خالد كان تلك القطع اللحمية و هي تكتسب صلابة...
تمددت القطع اللحمية و اكتست بأجزاء مثل قشور السمك...
تلاشت القدمين ليسقط الغريب على ركبتيه ويتخذ وضعية السجود...
من منتصف ظهره برزت مجموعة عظمية متصالبة ذات رؤوس حادة...
تمتد الرؤوس الحادة لتغرس في جانبي الرقبة...
أنفتق رأس الغريب ليكشف عن رأس صغير جدا شبيه برؤوس الكلاب...

ترنح خالد في مكانه وسقط أرضا و هو يطلق صرخة عظيمة "يا الله"...
سمع خالد صوت من خلفه كصوت الريح و لاحظ أن الغريب قد جمد مكانه...
التفت خالد إلى الخلف برعب ليرى تلك الطفلة مقبلة إليه مهرولة...
لكنها في هذه المرة كانت أكبر من قبل...
فقد رآها بحدود السابعة أو الثامنة من عمرها...

تجاوزت الطفلة خالد و وقفت بينه و بين الغريب فكان العجب ما رآه خالد...
سنكمل ما تبقى في الجزء القادم بإذن الله

في ضيافة الجن - الجزء الثاني

ﻭﺻﻞ ﺧﺎﻟﺪ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻪ ﻭ ﺍﻧﺸﻐﻞ ﻣﻊ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀﻩ ﻟﻜﻨﻪ ﺃﺑﺪﺍ ﻟﻢ ﻳﻨﺴﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ... ﺧﻔﺘﻬﺎ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻋﺒﻘﻬﺎ ﻭ ﻏﻤﻮﺿﻬﺎ...ﺻﻮﺭﺗﻬﺎ ﺗﺴﺘﺤﻮﺫ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ...ﻳﺘﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ...ﻳﺘﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ...ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺧﺎﻟﺪ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻠﻪ...ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻣﺸﻐﻮﻝ ﺍﻟﺒﺎﻝ... ﻻ‌ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻞ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺭﺍﺳﺨﺔ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺗﻪ...ﻭﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ, ﺗﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻌﻄﻠﺔ ﺍﻷ‌ﺳﺒﻮﻋﻴﺔ ﺳﺮﻳﻌﺎ ﻟﻴﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺮ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻳﺼﺎﺩﻑ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﺮﺳﻢ ﺻﻮﺭﺍ ﻭ ﺃﺣﺪﺍﺛﺎ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻪ...ﺗﺎﺭﺓ ﻳﺘﺨﻴﻞ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺤﻀﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻟﺬﻫﺐ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭ ﻭﺑﺨﻬﻢ...ﺗﺨﻴﻞ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﻴﻦ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﻓﻴﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ ﻭ ﺍﻟﻌﺮﻓﺎﻥ...ﺗﺨﻴﻞ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﻣﻬﺮﻭﻟﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﻛﻴﺔ ﻓﺘﺤﺘﻀﻦ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﻭ ﺗﺸﻜﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﻴﻌﻪ...ﺛﻢ ﺗﺨﺒﺮﻩ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻓﻘﺪﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﺛﻼ‌ﺛﺔ...ﻭ ﺗﺨﻴﻞ ﻓﺘﺎﺓ ﻓﻲ ﺭﻳﻌﺎﻥ ﺍﻟﺼﺒﺎ ﺗﻘﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻓﺘﻘﺒﻞ ﺭﺃﺳﻪ ﻭ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﻗﺪ ﺳﺎﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻳﻬﺎ...ﺗﺨﻴﻞ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻫﻲ ﺃﺧﺘﻬﺎ ﻓﺘﻌﺠﺐ ﺑﺸﻬﺎﻣﺔ ﺧﺎﻟﺪ ﺛﻢ ﺗﺤﺒﻪ ﻭ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻪ...ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺃﻛﺜﺮ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﺳﺘﺤﻮﺫﺕ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ ﻭ ﺭﺳﻤﺖ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻳﺘﺨﺬﻩ ﻻ‌ﺣﻘﺎﻭﺗﺎﺭﺓ ﻳﺘﺨﻴﻞ ﺃﻥ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻳﻐﺪﻗﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﺠﻮﻫﺮﺍﺕ ﺷﻜﺮﺍ ﻭﻋﺮﻓﺎﻧﺎ ...ﻟﻜﻦ ﻳﻌﻮﺩ ﺧﺎﻟﺪ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻗﻌﻪ... ﻓﻴﺤﺘﺴﺐ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻟﻮﺟﻬﻪ ﺧﺎﻟﺼﺎ ﻻ‌ ﺭﻳﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ‌ ﺷﺒﻬﻪ...ﻇﻞ ﺧﺎﻟﺪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﻌﻄﻠﺔ ﺍﻷ‌ﺳﺒﻮﻋﻴﺔ ﻭﺣﺎﻥ ﻭﻗﺖ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﻋﻤﻠﻪ...ﺃﻧﻄﻠﻖ ﺧﺎﻟﺪﺍ ﻣﻦ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻭﻫﻮ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﻣﻦ ﺧﻴﺎﻟﻪ...ﺣﻴﻦ ﺃﻗﺘﺮﺏ ﺧﺎﻟﺪﺍ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ... ﺷﻌﺮ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻣﻠﺤﻪ ﻟﻠﺘﻮﻗﻒ... ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﻭﻳﻤﻀﻲ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻟﻜﻨﻪ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ...ﻓﻜﺮ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻟﻴﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﺇﻻ‌ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﺳﺘﺮﺍﺣﺔﺻﻮﺭﺓ ﻭﻟﺤﺪﺓ ﻓﻲ ﺧﻴﻠﻪ ﺗﺤﻜﻢ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ...ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺨﻴﻞ ﺷﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ..., ﻓﺘﺎﺓ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺮﺟﻮﻟﺘﻪ ﻭ ﺷﻬﺎﻣﺘﻪ ﺩﻭﻧﺎ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻓﺘﺤﺒﻪ ﻭ ﻳﺤﺒﻬﺎ ﻟﻴﺼﻮﺭﺍ ﺃﺟﻤﻞ ﻗﺼﺔ ﺣﺐ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ...ﺃﺧﻴﺮﺍ ﻗﺮﺭ ﺧﺎﻟﺪ... ﺳﻴﺘﻮﻗﻒ ... ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ... ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺮ ﺩﻗﻴﻘﻪ ﻭﺍﺣﺪﻩ , ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻳﺮﻯ ﻣﺎ ﻳﺘﻤﻨﻰ.... . ! ! ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻨﻊ ﻧﻔﺴﻪ...ﺗﻮﻗﻒ ﺧﺎﻟﺪ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻬﺮﺕ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻭﺟﻪ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺃﺿﺎﺀ ﺍﻷ‌ﻧﻮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻴﺠﺪﻫﺎ ﺃﺭﺿﺎ ﻣﻨﺒﺴﻄﺔ ﺟﺮﺩﺍﺀ ﻣﻤﺘﺪﺓ ﺑﻤﺪ ﺍﻟﺒﺼﺮ....ﺃﺭﺽ ﺧﺎﻟﻴﺔ...ﻻ‌ ﺷﺠﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻻ‌ ﺑﻴﻮﺕ ﺷﻌﺮ...ﺃﺩﺍﺭ ﻣﻘﻮﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﺃﺗﺠﻪ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻷ‌ﺧﺮﻯ...ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻭﻏﺎﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ...ﺗﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻ‌ﺗﺠﺎﻩ...ﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ... ﺃﻟﻘﻰ ﻧﻈﺮﺓ ﻓﺎﺣﺼﻪ ﺷﺎﻣﻠﻪ ﻟﻴﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺼﺮﻩ ﺑﻼ‌ ﺷﻲﺀ...ﺍﺭﺽ ﺧﺎﻟﻴﻪ...ﺟﻠﺲ ﺧﺎﻟﺪ ﻭﻗﻀﻰ ﺣﺎﺟﺘﻪ... ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻭﻗﻔﻞ ﺭﺍﺟﻌﺎ ﺇﻟﻰ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﺴﻤﺮ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ...ﺭﺃﻯ ﺷﺨﺼﺎ ﻭﺍﻗﻔﺎ ﺟﻮﺍﺭ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ... ﺗﻘﺪﻡ ﻗﻠﻴﻼ‌ ﻟﻴﺠﺪﻩ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻔﺘﻰ...ﺗﻠﻔﺖ ﺧﺎﻟﺪ ﻳﻤﻨﻪ ﻭﻳﺴﺮﻯ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻮﺟﻬﻪ ﻛﻼ‌ﻣﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻗﺎﺋﻼ‌: ﺃﻧﺖ؟ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺃﺗﻴﺖ؟!!!ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻭﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﻠﻢ ...ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻳﺮﺗﺪﻱ ﺛﻮﺑﺎ ﻃﻮﻳﻼ‌ ﺟﺪﺍ...ﻫﻤﻬﻢ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﺨﺎﻟﺪ ﺑﺼﻮﺕ ﺃﻗﺮﺏ ﻷ‌ﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ: ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻔﻌﻞ ﻫﻨﺎ؟!!ﻛﺎﻥ ﺻﻮﺗﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺳﻨﻪ ﺑﻜﺜﻴﺮ...ﺃﺟﺎﺏ ﺧﺎﻟﺪ: ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﻗﻀﻲ ﺣﺎﺟﺘﻲ ﻭﺃﺭﻯ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﻗﺮﻳﺘﻜﻢ...ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ: ﺇﺫﻥ ﻓﻠﻨﺬﻫﺐ ﻓﻮﺍﻟﺪﻱ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﻳﺸﻜﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﻴﻌﻚ..ﻟﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺟﻮﺍﺏ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻞ ﻓﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻭﺭﻛﺐ... ﻗﻀﻰ ﻭﻗﺘﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺠﻤﻊ ﺛﻮﺑﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﻣﻲ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ﺍﻵ‌ﺧﺮ... ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺧﺎﻟﺪ ﻭﺃﺷﺎﺭ ﻟﻪ ﺑﺄﻥ ﻳﺮﻛﺐ...ﺭﻛﺐ ﺧﺎﻟﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻔﺘﻰ: ﻓﻲ ﺃﻱ ﺍﺗﺠﺎﻩ؟... ﺃﺷﺎﺭ ﻟﻪ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻗﺎﺋﻼ‌ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ!!! ﺷﻌﺮ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﺄﻥ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻗﻮﻳﺔ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﺎ... ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻭﻗﺪ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪ ﻣﻦ ﺛﻮﺑﻪ ﺃﻣﺎﻣﻪ... ﻟﻴﺘﺒﻴﻦ ﻟﺨﺎﻟﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﻃﻮﻳﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺘﻮﻗﻌﻪ ﺍﻟﻌﻘﻞ... 
ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺇﻟﻰ ﺧﺎﻟﺪ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ: ﻫﻞ ﺃﺗﻴﺖ ﻟﺘﺮﺍﻫﺎ؟!!ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺃﻥ ﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺣﺘﻰ ﻻ‌ﺣﻆ ﺃﻣﺮﺍ ﻏﺮﻳﺒﺎ... ﺳﺮﺕ ﻗﺸﻌﺮﻳﺮﺓ ﻗﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻩ... ﻧﻈﺮ ﺧﺎﻟﺪ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﻨﻲ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻟﻴﺠﺪﻫﻤﺎ ﺑﻠﻤﻌﺎﻥ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻟﻘﻄﻂ... ﻻ‌ﺣﻆ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﺧﺎﻟﺪ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻓﺄﻏﻠﻘﻬﻤﺎ ﻟﺒﺮﻫﺔ ﻗﺒﻞ ﻳﻔﺘﺤﻬﻤﺎ ﻓﻴﺠﺪﻫﺎ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻠﻮﻥ ﺃﺑﻴﺾ ﻣﺸﻊ ﻻ‌ ﺳﻮﺍﺩ ﺑﻬﻤﺎ ﺃﻗﻨﻊ ﺧﺎﻟﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺘﻮﻫﻢ.... ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻋﻼ‌ﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺠﺐ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺧﺎﻟﺪ ﻓﺄﻏﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ... ﻓﺘﺤﻬﻤﺎ ﻓﺮﺁﻫﻤﺎ ﺧﺎﻟﺪ ﻛﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺸﻴﺢ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﻣﺸﻴﺮﺍ ﻟﺨﺎﻟﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﻠﻚ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ...ﺷﻌﺮ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﺄﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻧﺴﻴﻪ ﺑﻨﻲ ﺍﻟﺒﺸﺮ...ﺑﺪﺃ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺨﻮﻑ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻨﻬﻪ...ﺧﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ... ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺴﻔﻠﻲ...ﻟﻜﻨﻪ ﻭ ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﻘﻨﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ...ﺳﺎﺭ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﺴﻴﺎﺭﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﻭﻫﻮ ﻣﺴﻠﻮﺏ ﺍﻹ‌ﺭﺍﺩﺓ... ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻼ‌ﻡ ﺃﻳﻀﺎ...ﺩﺧﻞ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻴﻦ ﺟﺒﻠﻴﻦ ﻋﻈﻴﻤﻴﻦ ﻭﻓﻲ ﺍﻷ‌ﻣﺎﻡ ﺟﺒﻞ ﺁﺧﺮ ﻳﻐﻠﻖ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ...ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﺪ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ... ﻓﻘﺪ ﻭﺻﻼ‌ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ... ﺗﺮﺟﻞ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻓﺘﺒﻌﻪ ﺧﺎﻟﺪ...ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻓﺮﺃﻯ ﺃﻧﻪ ﺑﻴﻦ ﺟﺒﺎﻝ ﺃﺭﺑﻌﺔ...ﺳﺎﺭ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻭﺧﺎﻟﺪ ﺧﻠﻔﻪ ﻟﻴﻨﺰﻻ‌ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ...ﻣﺎ ﺃﻥ ﻧﺰﻝ ﺧﺎﻟﺪ ﺣﺘﻰ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺃﻣﺎﻣﻪ...ﻗﺮﻳﺔ ﻣﻈﻠﻤﺔ ﺇﻻ‌ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻷ‌ﺿﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻨﺒﻌﺜﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ...ﻫﻨﺎﻙ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﻮﺍﻧﻴﺲ ﺍﻟﻀﻮﺋﻴﺔ ﻣﻮﺯﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ...ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﺘﺒﺎﻋﺪﺓ...ﻫﺪﻭﺀ ﻏﺮﻳﺐ ﻭ ﺳﻜﻮﻥ ﺭﺗﻴﺐ... ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻓﺄﺳﺮﻉ ﺧﺎﻟﺪ ﻟﻠﺤﺎﻕ ﺑﻪ...ﺍﻧﻌﻄﻒ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﺃﻭﻝ ﻣﻨﺰﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻓﻬﺮﻭﻝ ﺧﺎﻟﺪ ﻟﻴﺪﺭﻛﻪ...ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺍﻧﻌﻄﻒ ﺧﺎﻟﺪ ﺣﺘﻰ ﺷﺪ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻪ ﻣﺸﻬﺪ ﻏﺮﻳﺐ...ﺭﺃﻯ ﺭﺟﻞ ﺿﺨﻢ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﻳﺠﻠﺲ ﺍﻟﻘﺮﻓﺼﺎﺀ ﻭ ﻗﺪ ﺭﺑﻄﺖ ﺇﺣﺪﻯ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﺑﺴﻠﺴﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﺜﺒﺘﺔ ﺇﻟﻰ ﺟﺬﻉ ﺷﺠﺮﺓ ﺷﺎﻣﺨﺔ...ﻇﻨﻪ ﺧﺎﻟﺪ ﻓﻲ ﺑﺎﺩﺉ ﺍﻷ‌ﻣﺮ ﻣﺠﻨﻮﻧﺎ ﺇﻻ‌ ﺃﻥ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻷ‌ﺧﺮﻯ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﺑﻮﻃﺔ ﺑﺴﻠﺴﻠﺔ ﺃﺻﻐﺮ ﻟﻜﻦ ﻧﻬﺎﻳﺘﻬﺎ ﺭﺑﻄﺖ ﺣﻮﻝ ﺭﻗﺒﺔ ﺷﺎﺓ ﺳﻮﺩﺍﺀ......ﻳﺘﺒﻊ......ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﺳﻨﻌﺮﻑ ﻗﺼﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭ ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻞ ﻣﻊ ﺧﺎﻟﺪ...ﻭ ﺳﻨﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﺍﻷ‌ﺣﺪﺍﺙ ﻭﺇﻟﻰ ﻣﺎﺫﺍ ﺁﻟﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻷ‌ﻣﻮﺭ...

في ضيافة الجن - الجزء الأول

في ضيافة الجن!!!

البحث عن لقمة العيش من أحد ألأسباب التي أبعدت الناس عن مسقط رأسهم و خالد كذلك...
هو شاب في مقتبل العمر يعمل حديثا في مدينة تبعد ما يقارب 300 كلم عن مسقط رأسه...
في كل عطلة أسبوعية يعود إلى مسقط رأسه, يقضي أياما بين أهله و أحبابه ثم يعود ليذوب في زحمة العمل...

هذا الأسبوع سيخرج من عمله متأخرا قليلا و ذلك لإنجاز عمل إضافي..
كل دقيقة يقضيها بين أهله كانت تعني له الكثير لذلك كان متكدرا من هذا التأخير...
هبط الظلام و لم ينهي عمله بعد... فاته فترة العصر بكل ما فيها من نشاط و حيوية و ربما لن يصل إلا متأخرا يكون حينها الوقت قد ضاع ...

ما أن أنهى خالد عمله حتى أنطلق راكضا... وصل لسيارته و استقلها...
أطلق لها العنان في ذلك الطريق السريع عله يدرك بعضا ما فاته...
لم يمض كثيرا على غياب الشمس بيد إن رحلته ما زالت في بدايتها...
زاد إحساسه بالوحشة طول المسافة و غياب القمر و قلة السيارات...

وصل إلى نقطة يجب أن يهدئ فيها من سرعته قليلا, فهي منطقة لنقطة تفتيش عسكرية مهجورة و ضعت أمامها بعض "المطبات" الاصطناعية...
خف من سرعته حتى إذا جاوز نقطة التفتيش بدأ يزيد من سرعته تدريجيا...

أمامه و على الطريق لمح شيئا يتحرك... ربما كان كلبا...
أضاء خالد الأنوار العالية لسيارته ليتبين أن ما يتحرك ليس كلبا و لكن إنسان...
شخص يقطع الطريق من الجهة الأخرى...

نظر إلى الخلف من خلال مرآته ليعطي نفسه الوقت الكافي ليتوقف إن استدعى الأمر لذلك... كان
كان هناك شاحنه كبيره خلفه لكنها على مسافة بعيده نوعا ما ... في الجهة ألمقابله كانت سيارة أخرى...
أضاءت السيارة المقابلة من أنوارها ما يعنى أن صاحبها أيضا قد لاحظ ذالك الشخص الذي يعبر الطريق بطء ...
الغريب في الأمر أن الشخص قصير جدا...
لا ... لم يكن شخصا عادى...بل كان طفلا ...
بدء يهدئ خالد من سرعته... أما الطفل فمازال في طريق السيارة القادمة ويتحرك بطء ...
عبر الطفل الطريق المقابل و أصبح في طريق خالد مباشرا ...

نظر خالد من خلال مرآته إلى الخلف ليجد أن الشاحنة قد اقتربت منه كثيرا...
أمام خالد عدة خيارات ... يستطيع أن ينحرف بسيارته ويخرج خارج الطريق إلى المنطقة الترابية حتى يتجاوز الطفل وأيضا يستطيع أن ينحرف قليلا باتجاه السيارات القادمة ويتجاوز الطفل بسلام ...
المشكلة أن الشاحنة خلف سيارة خالد قد تدهس الطفل فسائقها لا يعلم بما يحدث...

بسرعة قر خالد!!!

لحظة!!!!!

لم يكن طفلا!!! بل كانت طفلة!!!
فتاة صغيرة... اقترب منها خالد بسيارته فلم تعرها أي اهتمام...
أستمر خالد في التخفيف من سرعته حتى إذا وازى الفتاة فتح باب سيارته و حملها من ذراعها بسرعة و هو يخرج إلى المنطقة الترابية خارج الطريق و باب السيارة ما زال مفتوحا...
مرت الشاحنة و سائقها يطلق أبواقها بشدة موجها لخالد سيلا من الشتائم...
في نفس الوقت عبرت السيارة المقابلة و أبواقها تنطلق بقوة...
تنفس خالد الصعداء بعد أن أنقذ الطفلة و أصبح هو أيضا في مأمن من حادث وشيك كاد أن يودي بحياتهما معا...

وضع خالد الفتاة في حضنه و هو في دهشة من أمرها...
لاحظ خالد أنها خفيفة بخفة ريشة...
ينظر إليها بإعجاب و دهشة...
فتاة صغيرة في الثانية و النصف أو الثالثة من عمرها... كالقمر...
ترتدي جلبابا أبيض مائل إلى الحمرة...
شعرها كستنائي الون متد على ظهرها بشكل جديلة...
شعر خالد بجمالها و ولوجها إلى الروح دون عناء...

حاول أن ينظر إلى عينها لكنها كانت تشيح بوجهها عنه...
لم تنظر الفتاة إليه و لم تبكي أيضا...
عيناها مفتوحتان تنظر إلى البعيد بهدوء عجيب...
لم يكن خالد ينظر إليها فقط بل كان يشعر بها.. غير الطفولة لا شئ في ملامحها...
لا خوف.. لا رعب.. لا ابتسامة.. و لا حتى تعجب...
ملامح جامدة لكن جميلة...
لم يستطع خالد تحديد الغريب فيها... ما يعرفه أنها أجمل طفلة رآها يوما في حياته... براءة...



أين أهلها؟!! و كيف وصلت إلى هنا؟!! هل تراهم من البدو الذين يعشون في هذه المنطقة؟!! و هل يتركون أطفالهم هائمين حول الخطر بهذه الطريقة؟!!
تلفت خالد يمنة و يسرى لكنه لم يرى أحدا في إثر الفتاة...
قبلها خالد دون شعور منه فأغلقت عينيها...
رائحتها عبقة, ليست رائحة عطر أو طيب, بل رائحة العشب الأخضر الندي...
قبلها بعمق فاستكانت... قبلها ثانية و ثالثة فغطت وجهها بكفيها.. أسره جمالها و بهرته طفولتها...

هم خالد بسؤالها كيف وصلت إلى هذا المكان غير أنه شعر بحركة غريبة...
شيء ما لفت انتباهه...
نظر إلى النافذة البعيدة عنه ليرى شخصا واقفا و قد الصق وجهه بزجاج النافذة...
كان ينظر إلى خالد باستهجان و هو يقبل الطفلة...

تحرك الشخص إلى الخلف قليلا و هو ينظر إلى خالد بتوجس و كانت عيناه تحركان بشكل غريب جدا...
تحركت الطفلة و نظرت باتجاه الشخص...
سمعها خالد و كأنها تهمس بكلمات...
جمد الشخص في مكانه حرك شفتيه بكلمات لم يسمعها خالد..
ابتعد قليلا عن النافذة ثم تحرك باتجاه مقدمة السيارة...
دار نصف دورة حول السيارة ليلتف و يقترب من نافذة خالد...
كان خالد يتابعه بنظراته حتى وصل أمام الباب ليتبين لخالد أنه فتا في حدود الثانية عشرة من عمره...

التفت الطفلة إلى خالد... نظرت إلى عينيه مطولا...
عيناها بلون موج البحر الهادئ... كأن زرقتهما تماوج...
نقلت بصرها إلى الفتى الغريب و الذي بدوره لم يتحدث مع خالد بل وجه كلامه إلى الطفلة قائلا: ما الذي أتى بك إلى هنا؟!!
طبعا لم تجب الطفلة و كل ما استطاع خالد قوله كان بصوت خافت جدا...
قال: انتبهوا عليها!!!

حملها الفتى دون أن يعلق على كلام خالد و غادر من نفس الجهة التي حضر منها

و قبل أن يغيبهما الظلام نظرت الطفلة إلى خالد ثم أبتسمت و أغلقت عينها و رمت برأسها على كتف الفتى...
سارا قليلا ثم غابا في الظلام...
كل هذا و خالد واقف يراقب...

سؤال يسأله خالد لنفسه: إذا كانوا يسكنون هذه الجهة فما الذي أوصل طفلة كهذه إلى الجهة الأخرى من الطريق السريع؟!!

كان خالد كالمشدوه لا يدري ما الذي يحدث... لكنه يعرف أن رؤيته لهذه الطفلة أشعرته براحة غريبة جدا...
وضع خالد رأسه على مقود السيارة... أغمض عينيه... تنفس بعمق...
ما زال يجد رائحة الطفلة... رائحة جميلة بحق...

فجأة, شعر بطرقات على جوانب سيارته... سيل من الحجارة تقذف باتجاهه...
فتح عينيه... نظر حوله ليجد السكون... و السكون فقط...
(خالد من الذين لا يخشون الظلام و لا ترهبهم أخبار الجن...)
رد بينه و بين نفسه بحنق:" أطفال البدو!!!
لماذا هذا الإزعاج... سأغادر قبل أن يحطموا السيارة "
أدار مقود سيارته و انطلق متابعا رحلته......


يتبع فما زال للقصة أحداث!!!
وانتظروا  الجزء الثاني 😉

الاثنين، 24 أغسطس 2015

شكراً لكم

#شكراً لمن ذهبوا إلى أرقى فنادق العالم  ولم يكتبوا على صفحاتهم أنهم متواجدين الآن فيها..

#شكراً لمن سافروا سياحة حول العالم ولم يكتبوا أنهم في المطار الفلاني أو في ذلك البلد العلاني مراعاةً لمشاعر وظروف أصدقائهم المادية..

#شكراً لمن يُحب زوجته ويغازلها يومياً دون أن يُعلم كل من عنده على مواقع التواصل بأنه يُحبها..

#شكراً لمن يمتلك مئات الكتب ويقرأ منها كل يوم دون أن يُعلن عن نيته وعن كم ونوع ما قرأ يومياً ودون أن يُصور كتاباً منها..

#شكراً لمن يعمل بوظيفة مرموقة دون أن ينشر يومياً صور لمكتبه الفخم مراعاةً لظروف أصدقائه العاطلين عن العمل..

#شكراً لمن تطبخ وتدعوا أقربائها على العشاء بنية صلة الرحم دون أن تفتخر بطبخها وسُفرتها ومنزلها وتُوثق ذلك بالصور على صفحتها..

#شكراً لمن قابل شخصية مشهورة دون أن يطلب معه صورة يُشاركها على النت ليظهر أمام أصدقائه بدور الشخصية المهمة..

#شكراً لمن قابل شيخاً او عالماً أخطأ فنصحه وعاتبه ولم ينشر على صفحته سقطة هذا الشيخ أو العالم ليظهر بدور صاحب الحق الوحيد..

#شكراً لمن أكل بالمطاعم أكثر مما أكل في بيته لكنه لم يصور يوماً الوجبات لينشرها على النت ليظهر بمظهر المليونير..

#شكراً لمن يُساهم يومياً بمساعدة الفقراء والمحتاجين دون أن يُصورهم ويوثق صدقاته بالصور والفيديو..

#شكراً للشباب الراقي الواعي الذي لم يتبع الموضات التافهه التي لا تناسبه لأنه يُدرك أن شخصيته وأسلوبه هي سر جماله..

#شكراً للفتاة التي يهديها خطيبها هدية ولا تنشرها وتتباهى بها أمام صديقاتها إحتراماً لمشاعرهنّ وظروفهن..

#شكراً لكل من يحترم عقله ويقدّر قيمة وقته ويمتنع عن مشاهدة البرامج السخيفة والمسلسلات التافهه..

#شكراً للمثقف الموسوعي الذي يحوّل كل أفكاره لخدمة عملية تُفيد مجتمعه ولم يكتف بالتنظير والإنتقاد السلبي..

#شكراً للفتاة الغنيّة التي لا تتباهى بماركات ثيابها ولا تُنقص من قيمة ملابس صديقاتها حتى لو بنظرة..

#شكراً للمسلم المؤمن الذي يعبد الله ويدعوه سراً على سجادته أكثر مما يدعوه على وسائل التواصل الاجتماعي..

#شكراً لمن عاش تفاصيل من حياته بسعادة واستمتع بها بخصوصية دون أن يهتم بمُشاركة وإظهار هذه التفاصيل لنا..


👍👍👍👍

الأحد، 23 أغسطس 2015

اعلم ان قدرك سيصيبك

سر اختفاء المليونير المسجون من السجن 

هناك سِرٌ بسيط عن ذلك المليونير..الذي أودع في سجن ما على جزيرة نائية تمهيداً لإعدامة لجريمة قتل قام بها..

حسناً.. لأنه مليونير فقد قرر رشوة حارس السجن ليتم تهريبة من جزيرة السجن بأي طريقة وأي ثمن..! 

أخبره الحارس أن الحراسة مشددة جداً وأنه لا يغادر الجزيرة أحد إلا في حالة واحدة..وهي الموت!! 

ولكن إغراء الملايين الموعودة جعل حارس السجن يبتدع طريقة غريبة لكن لابأس بها للهرب..

وأخبر المليونير السجين بها وهي كالتالي....
"إسمع، الشيء الوحيد الذي يخرج من جزيرة السجن بلا حراسة هي توابيت الموتى..يضعونها على سفينة وتنقل مع بعض الحراس إلى 
اليابسة ليتم دفنها بالمقابر هناك بسرعة وطقوس بسيطة ثم يرجعون..! التوابيت تنقل يومياً في العاشرة صباحاً في حالة وجود موتى..

الحل الوحيد هو أن تلقي بنفسك في أحد التوابيت مع الميت الذي بالداخل..وحين تصل اليابسة ويتم دفن التابوت..سآخذ هذا اليوم إجازة طارئة..وآتي بعد نصف ساعة لإخراجك..
بعدها تعطيني ما اتفقنا علية.. وأرجع أنا للسجن وتختفي أنت..وسيظل اختفاؤك لغزاً وهذا لن يهم كلينا..ما رأيك..؟"

طبعاً فكر صاحبنا أن الخطة عبارة عن مجازفة مجنونه..لكنها تظل أفضل من الإعدام بالكرسي الكهربائي! المهم أنه وافق..واتفقا على أن يتسلل لدار التوابيت ويرمي نفسه بأول تابوت من على اليسار غداً.. هذا إن كان محظوظاً وحدثت حالة وفاة..! 

المهم..في اليوم التالي..ومع فسحة المساجين الأعتيادية..توجه 
صاحبنا لدار التوابيت..و وجد تابوتين من حسن حظة..أصابة الهلع من فكرة الرقود فوق ميت لمدة ساعة تقريباً..لكن مرة أخرى، هي غريزة البقاء..

لذلك فتح التابوت ورمى نفسه مغمضاً عينيه حتى لايصاب بالرعب...أغلق التابوت بإحكام وانتظر حتى سمع صوت الحراس يهمون بنقل التوابيت لسطح السفينة.. شم رائحة البحر وهو في التابوت وأحس بحركة السفينة فوق الماء..حتى وصلوا اليابسة..

ثم شعر بحركة التابوت وتعليق أحد الحراس عن ثقل هذا الميت الغريب! شعر بتوتر..تلاشى هذا التوتر عندما سمع حارساً آخر يطلق سبة ويتحدث عن هؤلاء المساجين ذوي السمنه الزائدة..فارتاح قليلاً
وهاهو الآن يشعر بنزول التابوت..وصوت الرمال تتبعثر على غطائة..وثرثرة الحراس بدأت تخفت شيئا فشيئاً...هو الآن وحيد مدفون على عمق ٣ أمتار مع جثة رجل غريب وظلام حالك وتنفس يصبح صعباً أكثر مع كل دقيقة تمر.. لابأس..هو لايثق بذلك الحارس..ولكن يثق بحبة للملايين الموعودة هذا مؤكد

انتظر..حاول السيطرة على تنفسه حتى لا يستهلك الأكسجين بسرعة..فأمامة نصف ساعة تقريباً قبل أن يأتي الحارس لإخراجة بعد أن تهدأ الأمور 

وبعد ٢٠ دقيقة تقريباً..بدأ التنفس يتسارع ويضيق..الحرارة خانقة..لابأس..عشرة دقائق تقريباً..بعدها سيتنفس الحرية ويرى النور مرة أخرى 

وبعد
لحظات قليلة............*...* 

بعد لحظات..بدأ يسعل..ومرت ١٠ دقائق دقائق   على وشك الإنتهاء.. وذلك الحارس لم يأت بعد..سمع صوتاً بعيداً جداً..تسارع نبضة..

لا بد أنه الحارس...أخيراً..! لكن الصوت تلاشى..شعر بنوبة من الهستيريا تجتاحة.. ترى هل تحركت الجثة..صور له خياله أن الميت يبتسم بسخرية 

 تذكر أنه يمتلك ولاعة في جيبة..ربما الوقت لم يحن بعد ولكن رعبة هيأ له أن الوقت مر بسرعة..أخرج الولاعة ليتأكد من ساعة يدة..لابد أنه لازال هناك وقت..! 

قدح الولاعة و خرج بعض النور رغم قلة الأكسجين..لحسن حظة.. قرب الشعلة من الساعة..لقد مرت أكثر من ٤٥ دقيقة..!!! هو الهلع إذاً

 وقبل أن يطفىء الولاعة خطر له أن يرى وجه الميت..إلتفت برعب وقرب القداحة.. ليرى آخر ما كان يتوقعه في الحياة.. وجه الحارس ذاته..!!!! 

 والوحيد الذي يعلم أنهُ هنا في تابوت تحت ثلاثة أمتار...  النهاية

مختصره ... للكاتب  #هتشكوك .

اعلم ان قدرك سيصيبك حتى ولو صنعت المستحيل من اجل دفعه!
 فقط فوض امرك لله وكن راضي وقانع بكل امرا يختاره الله لك.
فعلم انك عندما تهرب من قدرك ف انت تهرب الى قدرك
قصة رائعة جداً اتمنى الكل يقرأها

وتذكروا قول المصطفى  ((ما أصابك ما كان ليخطئك وما اخطأك ما كان ليصيبك))

قصه في قمة الروووووعه فيها العبره والموعظه .
👍🌹

الاثنين، 17 أغسطس 2015

تركتهم عاملة منزل، وعادت إليهم صاحبة أعمال. هندية تزور مخدوميها بعد ٢٥ عاماً

بعد 25 عاما من مغادرتها السلطنة إلى موطنها الهند لتلقي العلاج إثر مرض مفاجئ في السلطنة، تعود جنكا راني مادفن إلى السلطنة وتحديدا إلى ولاية قريات في زيارة مفاجئة إلى منزل المواطن العماني الذي كانت تعمل لديه، وكل ما بقي في ذاكرتها هو اسم رب الأسرة والأبناء الذين تركتهم صغارا، وذكريات مضى عليها عشرات السنين، خلالها لم يكن هنالك تواصل على أي نحو من الأنحاء.

جاءت زيارة جنكا راني مادفن إلى السلطنة بعد أن أصبحت سيدة أعمال في مملكة البحرين، بعد رحلة كفاح مع العمل في مجال التسويق بشركة مشهورة هناك، وكان سبب قبولها بالوظيفة اتقانها اللغة العربية التي تعلمتها في السلطنة، واستمرت بالعمل 16 عاما، لتتحول بعدها إلى صاحبة أعمال بعد أن أسست لها شركة خاصة في التسويق لكافة المواد الاستهلاكية بالبحرين في عام 2012، وتبدأ بالتوسع ببعض المشاريع الأخرى.

وفور تصنيفها باعتبارها واحدة من صاحبات الأعمال كانت أول زيارة خاصة لها، بعيدا عن مجالات العمل، هي سلطنة عمان وتحديدا للأسرة التي كانت تعمل لديها في قرية الساحل بقريات، وفور وصولها إلى مطار مسقط اتجهت برفقة سائق الأجرة إلى قريات دون معرفة عنوان الأسرة عدا اسم المواطن الذي كانت تعمل عنده، وبعد ثلاث ساعات من وصولها قريات تم الوصول إلى المنزل المطلوب وفور الوصول استقبلها أهالي البيت بالفرح والبكاء لوفاء العاملة السابقة وسيدة الأعمال الحالية للأسرة، وقد تفاجأ أهالي البيت جميعهم من زيارة جنكا المفاجئة والتي تعرفت على كافة أهالي المنزل وتعرفت على من كان طفلا يتربى لديها والآن أصبح أبا أو أما.

قصة جنكا

قدمت جنكا إلى السلطنة أول مرة في عام 1988 كعاملة منزل لدى مواطن من ولاية قريات، وكانت تبلغ من العمر 19 عاما آنذاك، عملت بالمنزل قرابة العام والنصف واضطر رب الأسرة إلى إعادتها إلى الهند بسبب مرضها المفاجئ، تلقت جنكا العلاج في الهند خلال عام وتخطت مرحلة الخطر لتعود لها الحياة من جديد، ولتبدأ مشوارا جديدا. غادرت الهند مرة أخرى متجهة إلى البحرين في رحلة عمل جديدة بعد أن اكتسبت الكثير من العادات العمانية، اضافة الى تعلمها اللغة العربية في السلطنة، هذه الاستعدادات كانت الأساس في قبولها في مجال التسويق التجاري لدى شركة معروفة بالبحرين. وعملت بها 16 عاما بجد ومثابرة على نحو متفوق. 

وفي عام 2012 تحولت جنكا من موظفة بالشركة إلى صاحبة أعمال حينما أسست شركة تسويق بمسمى « واحة المستقبل»، واجتهدت من أجل شركتها ونالت رضا وثقة العديد من العملاء من الشركات والمؤسسات بالبحرين، الأمر الذي شجعها في التوسع التجاري والبدء في تنويع الأنشطة التجارية، حتى غدت واحدة من صاحبات الأعمال الناجحات، ولديها أسرة من زوج وابن يبلغ من العمر 21 عاما. 

كانت ذكريات السلطنة والأسرة التي تعمل لديها تراودها وتتذكر كل شيء محيط بها في ذلك الوقت، ولم تخرج إلى أي بلد عدا إلى اجتماعات لشؤون العمل وإلى زيارة أهلها بالهند. وتعد زيارتها للسلطنة هي أول دولة لغير العمل لمدة خمسة أيام. وكانت طوال تلك الأعوام تتابع أخبار السلطنة وتقدمها وتطورها .

السلطنة علمتني الكثير 

«الشبيبة» زارت صاحبة الأعمال الهندية جنكا راني مادفن في المنزل الذي بدأت منه حياتها العملية لإجراء مقابلة خاصة معها، ودار الحوار عن انطباعاتها نتيجة مشاهداتها للاختلافات والتطورات التي شهدتها السلطنة لما كانت عليه عليه قبل 25 عاما، عن هذا الجانب أجابت:

- أنا سعيدة جدا بعودتي إلى السلطنة وهي البلد الذي أحبه والذي بدأت منه حياتي العملية، فرغم عملي في السلطنة مدة عام ونصف إلا أنني تعلمت خلال تلك الفترة ما أهلني لأن أكون صاحبة أعمال على النحو الذي أنا عليه الآن، حيث كنت أتلقى معاملة في المنزل الذي أعمل به معاملة طيبة وتعلمت تقاليد البلد واللغة العربية والجوانب الاجتماعية وغيرها من الأمور التي تسلحت بها وساهمت في صقل شخصيتي. وبعد عودتي إلى الهند في عام 1990م لتلقي العلاج لمدة عام، تقدمت لوظيفة عمل بشركة في البحرين وكان سبب قبولي هو معرفتي باللغة العربية وعملت بمجال التسويق في شركة كبيرة لمدة 16 عاما، اجتهدت وعملت بجد طوال سنوات عملي كي أوفر رأسمال مناسب يهيئني لمزاولة عمل خاص. وفي عام 2012م بدأت مرحلة جديدة في الأعمال حينما أسست شركة تسويق بالبحرين ولديها نشاط جيد لتسويق كافة المواد الاستهلاكية من مواد غذائية ومنظفات وأدوات الكترونية وغيرها. والآن بدأت بالتوسع التجاري من خلال الدخول في أنشطة تجارية أخرى، وبعد اعتمادي كصاحبة أعمال ها أنا أزور أولا الدولة التي زرتها في بداية مشواري والتي هي بمثابة الحب الأول لدي، وسعيدة بأن أرى الأسرة التي عملت لديها والأبناء الذين كانوا أطفالا وغدوا اليوم كبارا ولديهم أطفال وكنت تركتهم وهم في عمر ابنائهم الآن، شعور جميل جدا أن أصل إلى هذا البيت بعد رحلة دامت 25 عاما.

وأكدت قائلة : احتفظت باسم رب الأسرة لأني على يقين بأن أزور عمان في المستقبل، ودائما أحدث أسرتي عن عمان كثيرا، واليوم أنا أعيش لحظات جميلة، وسأزور السلطنة بشكل دائم. وعن مشاهداتها وانطباعاتها خلال زيارتها السلطنة بعد 25 عاما قالت: أرى وجها جديدا للسلطنة وتطورا كبيرا، وهذا يعود لحكمة سلطان عمان والذي أقرأ عنه وأتابع انجازاته مع شعبه ووطنه، وكنت على اطلاع بأخبار السلطنة واهتم بها، فهنالك نقلة كبيرة في العمران والتعليم والصحة وعمان من الدول التي بها رؤى مستقبلية وتطورات ميدانية ملحوظة. وتؤكد جنكا بأنها مرتبطة بالأسرة التي عملت عندها كثيرا وأنها قدمت فقط لزيارتها، فمنذ وصولها مطار مسقط مباشرة اتجهت إلى قريات وسألت كثيرا حتى وصلت للبيت الذي كانت تعمل به لأنها لا تتذكر سوى الاسم، وقد استمتعت بالمواقع الجميلة التي تزورها برفقة الأسرة بشكل الدائم.

تفاجأنا بعودة جنكا

وقال أحمد بن ناصر الهوتي، والذي كان طفلا في فترة عمل جنكا في منزلهم: أتذكر جنكا ولم تتغير كثيرا في مظهرها وصورتها لا زالت في ذاكرتنا رغم طول الغياب، وحين رؤيتي لها في منزلنا دهشت وكانت المفاجأة حقيقة لما أشاهده، واستجمعنا الذكريات الجميلة وها نحن نعيش كأسرة واحدة، وستكون هنالك زيارات بيننا وبينها، ووعدت بزيارتنا في كافة مناسباتنا العائلية، ونحن فخورون بما وصلت إليه وهذا إن دل على شيء، فانما يدل على قوتها ومثابرتها في عملها وإخلاصها ووفائها الكبير، ووجودها بيننا اليوم هو خير دليل على الوفاء الذي تحمله لنا.



الجمعة، 14 أغسطس 2015

الموضوع فيه إنَّ...قصة إنَّ

الموضوع فيه إن ّ !!
تدرون وش قصة إنّ ؟؟!!
دايم نسمعها ولا ندري وشقصتها؟؟
« الموضوع فيه إنّ » !😉




مِنْ ذكاء العرب ونباهتهم !

دائمًا يُقال « الموضوع فيه إنّ » !!
    ما قصة هذه الـ « إنّ » ؟

كان في مدينةِ حلَب أميرٌ ذكيٌّ فطِنٌ شجاعٌ اسمه (علي بن مُنقِذ )، وكان تابعًا للملك (محمود بن مرداس)

حدثَ خلافٌ بين الملكِ والأميرِ، وفطِن الأمير إلى أنّ الملكَ سيقتله، فهرَبَ مِن حلَبَ إلى بلدة دمشق .

طلب الملكُ مِنْ كاتبِه أن يكتبَ رسالةً إلى الأمير عليِّ بنِ مُنقذ، يطمئنُهُ فيها ويستدعيه للرجوعِ إلى حلَب

وكان الملوك يجعلون وظيفةَ الكاتبِ لرجلٍ ذكي، حتى يُحسِنَ صياغةَ الرسائلِ التي تُرسَلُ للملوك، بل وكان أحيانًا يصيرُ الكاتبُ ملِكًا إذا مات الملك

شعَرَ الكاتبُ بأنّ الملِكَ ينوي الغدر بالأمير، فكتب له رسالةً عاديةً جدًا، ولكنه كتبَ في نهايتها :

" إنَّ شاء اللهُ تعالى "، بتشديد النون !

لما قرأ الأمير الرسالة، وقف متعجبًا عند ذلك الخطأ في نهايتها، فهو يعرف حذاقة الكاتب ومهارته، لكنّه أدرك فورًا أنّ الكاتبَ يُحذِّرُه من شئ ما حينما شدّدَ تلك النون!
 ولمْ يلبث أنْ فطِنَ إلى قولِه تعالى : 

( إنّ الملأَ يأتمرون بك ليقتلوك )

  ثم بعث الأمير رده برسالة عاديّةٍ يشكرُ للملكَ أفضالَه ويطمئنُه على ثقتِهِ الشديدةِ به، وختمها بعبارة :

   « أنّا الخادمُ المُقِرُّ بالإنعام ». 
بتشديد النون !
  فلما قرأها الكاتبُ فطِن إلى أنّ الأمير يبلغه أنه قد تنبّه إلى تحذيره المبطن، وأنه يرُدّ عليه بقولِه تعالى : 

( إنّا لن ندخلَها أبدًا ما داموا فيها )
و اطمئن إلى أنّ الأمير ابنَ مُنقِذٍ لن يعودَ إلى حلَبَ في ظلِّ وجودِ ذلك الملكِ الغادر. 

              من كتاب :
             المثَل السائر 
     في أدبِ الكاتبِ والشاعر
للعلّامة : ضياء الدين ابن الأثير

 ومنذ هذه الحادثةِ، صارَ الجيلُ بعدَ الجيلِ يقولونَ للموضوعِ إذا كان فيه شكٌّ أو غموض :
  « الموضوع فيه إنّ » !
 (جميله تستحق القراءه)