الفصل الخامس
سجين داخل القبر
انصرف الرجال وخرجو من الحجرة واحد تلو الاخر .. وسمعت وقع اقدامهم وهم يعبرون الممر ليخرجو من الفتحة الموجودة فى اخره .. واصبحت وحدى فى تلك الحجرة المملوئة بتوابيت الموتى وصناديق وبراميل البضائع المهربة .. وظل الرجال يتحدثون لفترة طويلة فى كيفية سد الفتحة وحجبها عن الانظار بعد الخروج منها .. وبالرغم من ان الرجال كانو يتحدثون خارج الحجرة وبالقرب من نهاية الممر ، الا انى خشيت ان اخرج من مخبئى خوفا من ان يعوند احدهم الى الحجرة لسبب او اخر .. وانتظرت الى ان اختفت الاصوات تماما ..
وبدأت اتحرك محاولا الخروج من حفرة التابوت المحفورة بأعلى جدار الحجرة .. ولكن تبين لى ان الخروج من تلك الحفرة كان اصعب كثيرا من الدخول اليها .. فالتابوت الخشبى الضخم الذى كان موضوعا بداخل تلك الحفرة كان قدينا وتأكلت اخشابه بمرور الزمن وكادت ان تتحول الى تراب الى تراب هش .. وكان من المستحيل ان اصعد فوقه لاساعد نفسى فى الخروج من الحفرة ..
كنت قد اشعلت شمعتى لاوفر ضوءا كافيا ارى فيه اين اضع قدمى .. وفجأة سقطت الشمعة من يدى ووقعت على ارض الحجرة ، وبدأت انا نفسى فى السقوط وراءها .. وفى لمح البصر مددت يدى لامسك باى شئ يمنع سقوطى ، وحاولت الامساك بأعلى التابوت الخشبى ولكنه تحطم وسقطت فى النهاية على الارض وسط عاصفة من تراب وقطع من الخشب الهش المتأكل ، ولكنى احسسن بانى امسك شيئا فى يدى .. !
وعثرت على شمعتى واشعلتها .. وفى ضوء عرفت ان هذا الشئ الذى امسكته فى يدى عبارة عن علبة صغيرة مصنوعة من الفضة التى يغطيها تراب الزمن .. ويبدو ان تلك العلبة كانتت معلقة برقبة جثة(( جون موهون) صاحب اللحية السوداء المدفون بداخل التابوت المتأكل .. ومن المؤكد اذن انها تحتوى على الجوهرة الثمينة !
ونفضت التراب المتراكم على سطح العلبة وحاولت فتحها الا ان هذه المحاولة بائت بالفشل فى البداية .. فحاولت مرة اخرى واخذت اضغط عليها باصابعى الى ان انفتحت فى النهاية ..
لم تكن هناك جوهرة او اى ماسة اخرى صغيرة او كبيرة .. ولم اجد بداخل العلبة الفضية الا قطعة صغيرة من ورق عليها بعض الكتابات .. وعاودنى الامل مرة اخرى وقلت لنفسى ربما تتضمن تلك الورقة خطة توضح المكان الذى اخفيت فيه الجوهرة . وقربت الشمعة وبدأت اقرأ الكلمات التالية :
قد يعيش الرجل ثمانين عاما ..
يمشى قدما قدما تحت سيل الدموع ..
فاشرب من بئر السعادة ..
لآن الموت سيأتى حتما .. من جهة الشمال او الجنوب
(( جون موهون))
وبعد قراءة هذه الكلمات الفارغة ، تبددت كل احلامى وامالى فى العثور على الجوهرة الثمينة .. فهذه الكلمات التى كنت اظن انها تتضمن خطة محكمة تبين المكان السرى الذى اخفيت فيه الجوهرة ، لا تشير الى اى شئ من ذلك بل تشير الى نصيحة جوفاء لكى يسعى الانسان الى تحقيق السعادة لان الموت سينهى حياته عاجلا ام آجلا حتى ولو عاش ثمانين عاما ..
ولم يعد هناك اي مبرر لوجودي في هذا المكان وعلي ان اعود الى البيت قبل ان يظهر نور الصباح ..وهكذا علقت العلبة الفضية حول رقبتي .. وبدات السير بخطوات ثقيلة واتجهت نحو الفتحة التي دخلت منها والموجودة في نهاية الممر..وفوجئت بان الفتحة قد سدت باحكام ..!!
توقعت في البداية ان هذه المشكلة يمكن حلها بسهولة وما عليه الا ان ازيل طبقة الملاط التي على التي تحيط بالحجر الذي يسد الفتحة ثم ازحزح الحجر واصعد الى الخارج ززوعندما بدات بازالة الملاط باصابعي وجدت ان الامر صعب للغاية وقد يستعرق زمنا طويلا .. فمن الواضح ان ((راتسي)) قد نفذ عمله بطريقة جيدة كما وضع فوق الفتحة ركاما من كسرات الاحجار من بقايا القبور القديمة .
في تلك الاثناء بدا نور شمعتي يتضائل ويخبو رويدا رويدا ..ثم اختفى نهائيا وحل ظلام دامس ..ولم يكن هناك حل سوى ان انتظر حلول الصباح حيث يتسرب ضوء النهار خلال كسرات الاحجار فاتمكن عندئذ من مواصلة ازاحة الملاط وزعزعة الحجر .. ونظرا باني اصبحت احس بقرصة الجوع وشدة التعب والارهاق .. لذلك فقد جلست على الارض واستغرقت في النوم ..!
ولم ادري كم مر عليه من الوقت مستغرقا في هذا النوم .. ولكني عندما استيقظت لاحظت على الفور ان المكان لا يزال مظلما عدا بعض شعاعات خافتة وضئيلة تتسرب خلال كسرات الاحجار الصغيرة ..
وكانت شعاعات حمراء من نور الشمس الغرابة ..ويلي! .. يبدو انني استغرقت في النوم لمدة نهار كامل ..وكانت هذه هي النتيجة مفاجاة كاملة .. بل مفاجاة محزنة ..ان معنى ذلك انه علي ان اقضي ليلة اخرى سجينا في هذه المقبره على ان انتظر نور الصباح في اليوم التالي ..
وبالرغم من شدة الياس واحساسي بالجوع والعطش فقد حاولت في الظلام ان افعل شيئا .. وحاولت لمدة تزيد عن ساعة كاملة ان اخربش في الملاط وزحزحة الحجر .. وضاع كل هذا الجهد دون جدوى .. ولم اصل الى اي نتيجة سوى ان اجهدت نفسي وجرخت اصابعي ..
واضطررت الى الجلوس على الارض لاحصل على بعض الراحة ..ورايت آخر شعاع من الضوء الاحمر وهو يتوارى ويختفي .. وعاد الظلام دامسا مرة اخرى .. فرقدت على الارض ووضعت ذراعي فوق عيني المغمضتين حتى لا اشعر بمدى كثافة الظلام في سجني بتلك المقبرة ..
وبعد فترة طويلة فزعت واقفا ..واخذت انادي باعلى صوتي : يا مستر جليني ..يا راتسي ..يا آلزفير..تعالو وانقذوني من هذا السجن المظلم ..!!
ولكن كل هذه الندائات ضاعت عبثا ولم يسمعها احد .. فعاودت محاولاتي في خربشة الملاط وزحزحت الحجر .. واستمرت محاولاتي عدة ساعات الى ان ارتميت على الارض من شدة التعب واستغرقت في النوم مرة اخرى ..
وبعد عدة ساعات تنبهت الى شعاعات من ضوء النهار تتسرب حلال كسرات الحجر .. فنهضت متثاقلا وعاودت محاولاتي لامجهدة ..وفجاة شعرت بظلام من نوع آخر .. كما لو كانت عيناي مغمضتين .. وكان(( راسي)) تلف وتدور .. وتدور .. وسقطت على الارض مغشيا علي ..!
وبدأت اتحرك محاولا الخروج من حفرة التابوت المحفورة بأعلى جدار الحجرة .. ولكن تبين لى ان الخروج من تلك الحفرة كان اصعب كثيرا من الدخول اليها .. فالتابوت الخشبى الضخم الذى كان موضوعا بداخل تلك الحفرة كان قدينا وتأكلت اخشابه بمرور الزمن وكادت ان تتحول الى تراب الى تراب هش .. وكان من المستحيل ان اصعد فوقه لاساعد نفسى فى الخروج من الحفرة ..
كنت قد اشعلت شمعتى لاوفر ضوءا كافيا ارى فيه اين اضع قدمى .. وفجأة سقطت الشمعة من يدى ووقعت على ارض الحجرة ، وبدأت انا نفسى فى السقوط وراءها .. وفى لمح البصر مددت يدى لامسك باى شئ يمنع سقوطى ، وحاولت الامساك بأعلى التابوت الخشبى ولكنه تحطم وسقطت فى النهاية على الارض وسط عاصفة من تراب وقطع من الخشب الهش المتأكل ، ولكنى احسسن بانى امسك شيئا فى يدى .. !
وعثرت على شمعتى واشعلتها .. وفى ضوء عرفت ان هذا الشئ الذى امسكته فى يدى عبارة عن علبة صغيرة مصنوعة من الفضة التى يغطيها تراب الزمن .. ويبدو ان تلك العلبة كانتت معلقة برقبة جثة(( جون موهون) صاحب اللحية السوداء المدفون بداخل التابوت المتأكل .. ومن المؤكد اذن انها تحتوى على الجوهرة الثمينة !
ونفضت التراب المتراكم على سطح العلبة وحاولت فتحها الا ان هذه المحاولة بائت بالفشل فى البداية .. فحاولت مرة اخرى واخذت اضغط عليها باصابعى الى ان انفتحت فى النهاية ..
لم تكن هناك جوهرة او اى ماسة اخرى صغيرة او كبيرة .. ولم اجد بداخل العلبة الفضية الا قطعة صغيرة من ورق عليها بعض الكتابات .. وعاودنى الامل مرة اخرى وقلت لنفسى ربما تتضمن تلك الورقة خطة توضح المكان الذى اخفيت فيه الجوهرة . وقربت الشمعة وبدأت اقرأ الكلمات التالية :
قد يعيش الرجل ثمانين عاما ..
يمشى قدما قدما تحت سيل الدموع ..
فاشرب من بئر السعادة ..
لآن الموت سيأتى حتما .. من جهة الشمال او الجنوب
(( جون موهون))
وبعد قراءة هذه الكلمات الفارغة ، تبددت كل احلامى وامالى فى العثور على الجوهرة الثمينة .. فهذه الكلمات التى كنت اظن انها تتضمن خطة محكمة تبين المكان السرى الذى اخفيت فيه الجوهرة ، لا تشير الى اى شئ من ذلك بل تشير الى نصيحة جوفاء لكى يسعى الانسان الى تحقيق السعادة لان الموت سينهى حياته عاجلا ام آجلا حتى ولو عاش ثمانين عاما ..
ولم يعد هناك اي مبرر لوجودي في هذا المكان وعلي ان اعود الى البيت قبل ان يظهر نور الصباح ..وهكذا علقت العلبة الفضية حول رقبتي .. وبدات السير بخطوات ثقيلة واتجهت نحو الفتحة التي دخلت منها والموجودة في نهاية الممر..وفوجئت بان الفتحة قد سدت باحكام ..!!
توقعت في البداية ان هذه المشكلة يمكن حلها بسهولة وما عليه الا ان ازيل طبقة الملاط التي على التي تحيط بالحجر الذي يسد الفتحة ثم ازحزح الحجر واصعد الى الخارج ززوعندما بدات بازالة الملاط باصابعي وجدت ان الامر صعب للغاية وقد يستعرق زمنا طويلا .. فمن الواضح ان ((راتسي)) قد نفذ عمله بطريقة جيدة كما وضع فوق الفتحة ركاما من كسرات الاحجار من بقايا القبور القديمة .
في تلك الاثناء بدا نور شمعتي يتضائل ويخبو رويدا رويدا ..ثم اختفى نهائيا وحل ظلام دامس ..ولم يكن هناك حل سوى ان انتظر حلول الصباح حيث يتسرب ضوء النهار خلال كسرات الاحجار فاتمكن عندئذ من مواصلة ازاحة الملاط وزعزعة الحجر .. ونظرا باني اصبحت احس بقرصة الجوع وشدة التعب والارهاق .. لذلك فقد جلست على الارض واستغرقت في النوم ..!
***
ولم ادري كم مر عليه من الوقت مستغرقا في هذا النوم .. ولكني عندما استيقظت لاحظت على الفور ان المكان لا يزال مظلما عدا بعض شعاعات خافتة وضئيلة تتسرب خلال كسرات الاحجار الصغيرة ..
وكانت شعاعات حمراء من نور الشمس الغرابة ..ويلي! .. يبدو انني استغرقت في النوم لمدة نهار كامل ..وكانت هذه هي النتيجة مفاجاة كاملة .. بل مفاجاة محزنة ..ان معنى ذلك انه علي ان اقضي ليلة اخرى سجينا في هذه المقبره على ان انتظر نور الصباح في اليوم التالي ..
وبالرغم من شدة الياس واحساسي بالجوع والعطش فقد حاولت في الظلام ان افعل شيئا .. وحاولت لمدة تزيد عن ساعة كاملة ان اخربش في الملاط وزحزحة الحجر .. وضاع كل هذا الجهد دون جدوى .. ولم اصل الى اي نتيجة سوى ان اجهدت نفسي وجرخت اصابعي ..
واضطررت الى الجلوس على الارض لاحصل على بعض الراحة ..ورايت آخر شعاع من الضوء الاحمر وهو يتوارى ويختفي .. وعاد الظلام دامسا مرة اخرى .. فرقدت على الارض ووضعت ذراعي فوق عيني المغمضتين حتى لا اشعر بمدى كثافة الظلام في سجني بتلك المقبرة ..
وبعد فترة طويلة فزعت واقفا ..واخذت انادي باعلى صوتي : يا مستر جليني ..يا راتسي ..يا آلزفير..تعالو وانقذوني من هذا السجن المظلم ..!!
ولكن كل هذه الندائات ضاعت عبثا ولم يسمعها احد .. فعاودت محاولاتي في خربشة الملاط وزحزحت الحجر .. واستمرت محاولاتي عدة ساعات الى ان ارتميت على الارض من شدة التعب واستغرقت في النوم مرة اخرى ..
وبعد عدة ساعات تنبهت الى شعاعات من ضوء النهار تتسرب حلال كسرات الحجر .. فنهضت متثاقلا وعاودت محاولاتي لامجهدة ..وفجاة شعرت بظلام من نوع آخر .. كما لو كانت عيناي مغمضتين .. وكان(( راسي)) تلف وتدور .. وتدور .. وسقطت على الارض مغشيا علي ..!
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق