الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014

أسطورة بئر برهوت

) بئر برهوت ) أسطورة نائمة .. في البر الموحش المترامي لوادي برهوت بحضرموت اليمن 
قيل هي أبغض البقاع إلى الله ومنها سيكون دمار الأرض .. وفيها شر ماءٍ على وجه البسيطة ..

حفرها احد ملوك اليمن ليخفي فيها كنوزه ..
وادي بَرَهُوت : بفتح الباء والراء وضم الهاء .. هو وادٍ قفر يقع في منطقة ( فيجوت ـ مديرية شحن ـ محافظة المهرة ) وفيه فتحة كبيرة يصل اتساعها إلى أكثر من 100مترمربع .. وتهوي إلى القاع المظلم لأكثر من 250متراً .. فهي كالبئر لكنها ليست من صنع البشر ..
لذا فإن البعض يحكي أن الجن هم من حفروها لأحد ملوك البراهيت الحميريين الذين حكموا المنطقة في زمنٍ غابر ليخفي فيها كنوزه .. وآخرون يرون أنها حفرت لتكون سجن محكماً لمردة الجن الذين خرجوا عن السيطرة ..
ويحكي أهل المنطقة أنه في زمن مضى مرت على الناس فترة جفاف وجدب ، فأدلوا برجل لينزل ويأتيهم بالماء من البئر وحين صار في منتصف الهوة صاح بهم برعب أن يرفعوه .. وحين رفعوه لم يجدوا غير نصف جثته فقط ..
كما يحكون عن راعية غنم تركت طفلها هناك فاختفى في غمضة عين ..
لكن .. مالنا وللخرافات ..
فإن الحقائق أكثر إفزاعاً مما قد تتخيلوا
 .. يقول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( خير ماءٍ على وجه الأرض ، ماء زمزم ، وشر ماءٍ على وجه الأرض ، ماء بوادٍ في حضرموت يقال له برهوت ماؤها أسود منتن )
يحكى أن هذه البئر العميقة تصدر منها روائح كريهة وتتصاعد أدخنة سامة في بعض الأوقات .. كما أن قاعها لا يمكن رؤيته بسبب الظلام الشديد ... لكن حين تتعامد أشعة الشمس تماماً على الفوهة يندهش الرائي من وجود غطاء نباتي أخضر تكيف على الحياة في تلك الأجواء السامة ... وتلك المياه القذرة
من تجربة شخصية أحكي لكم الآن .. فقد أديت الخدمة العسكرية الإلزامية في أحد المعسكرات القريبة من المنطقة .. في صحراء الربع الخالي ..
وكانت هناك بئر عادية حفرت ارتوازياً تزود ذلك الموقع العسكري بالماء .. لكن حين بدأت المضخة بالعمل تدفق الماء أسود كالقطران إلى بركة كبيرة من الأسمنت اكتست بطبقة سوداء تلمع في الشمس كأنها حبات الماس .. وكانت الرائحة .. لا تُطاق .. رائحة كريهة كأنه بيض فاسد .. أصبت بالغثيان من شدة الرائحة ..
لم يكن أحد يتمكن من الاغتسال أو الوضوء بذلك الماء إلا بعد مرور 12 ساعة على الأقل حيث تخف الرائحة وتترسب المادة السوداء على جدران البركة
ورغم ذلك أقسم أنني كنت أعجز عن النوم من رائحة ثيابي ورائحة جسدي بعد الاغتسال بذلك الماء
أخبرونا أنه يحتوي على مادة الكبريت وشوائب أخرى تعطيه ذلك اللون والرائحة
ولا بد أن هذا البئر يتصل بذات المنبع الذي فيه ماء برهوت ويحتوي على نفس الخصائص .. وهو والله 
( شر ماءٍ على وجه الأرض ) .
ولكن هل تنتهي هنا أسطورة الوادي البغيض برهوت .. بالطبع لا .. فهناك حديث آخر يرويه حذيفة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه : ( لتقصدنكم اليوم نار هي اليوم خامدة في واد يقال له برهوت ، يغشى الناس فيها عذاب أليم ، تأكل الأنفس والأموال ، وتدور الدنيا كلها في ثمانية أيام تطير طير الريح والسحاب ، حرها بالليل أشد من حرها بالنهار ، ولها بين الأرض والسماء كدوي الرعد القاصف . هي من رؤوس الخلائق أدنى من العرش ) قلت : يا رسول الله هي يومئذٍ على المؤمنين والمؤمنات ؟ قال: ( وأين المؤمنين والمؤمنات يومئذٍ ؟ ، هم شر من الحمر يتسافدون كما تتسافد البهائم ، وليس فيهم رجل يقول : مه مه ) ، وفي حديث عن ابن عمر أخبر فيه رسول الله عن النار التي تخرج من اليمن فسأله فبما تأمرنا يا رسول الله ؟ قال : ( عليكم بالشام )
إن ما جاء في هذا الحديث هو عرض رائع لوصف بركان خارق مدمر بالغ الضخامة وهو ما يعرف علمياً باسم ( سوبر فولكينو ) والبركان الخارق لا يأخذ الشكل التقليدي للبركان المخروطي بل يكون عادة مموهاً في منخفض من الأرض في أودية وشعاب أو في مستنقعات وبحيرات حارة ،وهو يمتد عشرات ومئات الكيلومترات

يتوقع العلماء أن البركان الخارق الذي سينهي الحياة على الأرض موجود في أمريكا الشمالية ، وهو ما يعرف بمتنزه يولستون الذي يقدرون أنه يثور كل ستة آلاف أو ثمانية آلاف سنة وتؤكد الدراسات الجيولوجية أن آخر ثوران له كان قبل ستة آلاف وأربعمائة سنة أي أنه الآن دخل مرحلة الخطر ،
لكن ما لدينا من علوم المستقبل من رسولنا الكريم تؤكد لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا البركان الخارق سيتفجر من وادي برهوت في حضرموت
إذاً .. فهذا الوادي سيتمدد ويحدودب على مساحة هائلة من أرض حضرموت قاذفاً بمليارات الأطنان من الرماد والصهارة والصخور والسحب البركانية السوداء الزاحفة بسرعة تقارب سرعة الصوت .. وفيها تولد صواعق قوية تصم الآذان وتلتمع البروق مضيئة من عتمة الغيمة السوداء القادمة بعشوائية يسابق بعضها بعضاً .
تكون هذه الغيمة شديدة السخونة ، فتصل درجة حرارتها إلى ما يزيد عن خمسمائة درجة مئوية تستطير في الأجواء محملة بالرماد البركاني الحارق حتى إذا ثقلت نزلت زاحفة على الأرض فتشوي الأجساد .. ومع هذه السحابة الهائلة يتلوث الهواء بغاز ثاني أكسيد الكربون السام ويزداد الأمر سوءاً باختلاطه بكلوريد الهيدروجين ما يشكل مزيجاً خفيفاً ساماً سابحاً مع الرياح في الهواء .
سحابة الرماد والغازات هذه ستنشرها الرياح في الغلاف الجوي للأرض بسرعة غير اعتيادية ، حيث يملأ محيط الأرض بثمانية أيام ..حتى أن الشمس ستختفي في وقت الظهيرة وفي أرض الشام سيكون الملاذ الآمن ، لربما ستؤثر حرارة السحب البركانية في عوامل المناخ ما يتسبب بمجرى رياح يعصف بالسحابة البركانية القاتمة بعيداً عن أرض الشام فتسلم ويسلم من فيها .. رغم الشرور وتكون هي ارض المحشر .. وذلك الحشر للناس إنما هو حشر دنيوي أي ملاذ آمن من البركان الثائر وليس الحشر الذي يكون بعد البعث ، كما قد يظن البعض .
قال صلى الله عليه و سلم ( إن الساعة لا تقوم حتى تكون عشر آيات :..... ( وذكر منها ) ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر تبيت معهم حيث باتوا و تقيل معهم حيث قالوا ) .
 بئر السحر والجن بئر برهوت في اليمن
http://www.safeshare.tv/w/HEjUvLRUeV

الاثنين، 20 أكتوبر 2014

خمسة أشياء كلنا نريدها

خمسة أشياء كلنا نريدها و نحاول الحصول عليها :

1_وجه جميل.

2_فلوس بالملايين.

3_صحة قوية.

4_أولاد شاطرين وفالحين.

5_نوم عميق من دون مهدئات.

سهلة جدا و تستغرق 15  دقيقة يومياً !

كيف ؟

 قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
  
من ترك صلاة الفجر فليس في وجهه نور 

ومن ترك صلاة الظهر فليس في رزقه بركه 

ومن ترك صلاة العصر فليس في جسمه قوة 

ومن ترك صلاة المغرب فليس في أولاده ثمرة 

ومن ترك صلاة العشاء فليس في نومه راحه’’’’ 

سارع إليها ولا تبخل على نفسك

( انت مخير وليس مسير )

تعرفو ليش كلمة (لا إله إلا الله)
ما تتحرك فيها الشفتان..

هذي رحمة الله على المسلم لكي
لو أتاه الموت تكون سهله عليه 


أعد نفسك على الإلتزام وإحفظها في قلبك وعقلك .....

من يفهم رسائل الله...



في هذا العصر المعروف بعصر السرعة ، تتوالى الأحداث الغريبة ونسمع الأخبار العجيبة من هنا وهناك كل يوم ، فنسمع عن زلزال هنا وعن إعصار ٍهناك ، وعن غرقٍ هنا وعن حريق هناك ، وعن حادث هنا وعن مرضٍ جديدٍ هناك ، وغيرها من الأخبار التي تأتي من هنا وهناك...
و قد يتعجب كثير من الناس عن أسباب هذه الأحداث المخيفة التي نسمعها بشكل مستمر ، والقرآن الكريم في كثيرٍ من آياته يُخبرنا أن أغلب أسباب ذلك هو الوقوع في مخالفات القرآن الكريم والسُنّة النبوية، فكلّما ابتعد الناس عن تطبيق أوامر الله ورسوله أدّى ذلك إلى الآفات والبلايا المصائب التي تصيب الناس ،  فمن أعرض عن كتاب الله تلاوة وتدبراً وعملاً فإنّ الله توعدّه بالشقاء والعذاب و الضيق والضنك في الدنيا فقال سبحانه :" (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ)
 كذلك الحال في الذي تغافل عن تطبيق سُنّة نبيّه صلى الله عليه وسلم فإن الله قد توعّده بالفتنة وهي البلايا والمصائب في الدنيا و بالعذاب الأليم فقال تعالى :"فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"

ونحن اليوم عندما ننظر إلى أحوال أمتنا الإسلامية في حربها لله ولرسوله بشتّى المعاصي والمحرّمات لا نتعجّب مما يحلّ بها من الفِتنِ والبلايا والرزايا والمصائب الواحدة تلو الأخرى...
فكم من الشباب اليوم  من ذهَب ليحارب الله بتعامله مع البنوك الربوية، بل كم من الشباب اليوم من يُضيِّع صلواته لأجل المباريات التافهة ، وكم من البيوت اليوم من تُشاهَدُ فيها المسلسلات والأفلام المُنحطّة ، بل كم من البيوت من صوت الموسيقى فيها ليل نهار، وكم من البيوت اليوم من تسمع القرية بأكملها منها صوت الأغاني الملعونة بِحجّة الفرح والعرس ، وكم من الشباب اليوم من تركوا سُنّة نبيّهم بِحجة التطوّر والتقدم ، بلى إنه تقدّم إلى جهنّم ،
وكم من شباب المسلمين اليوم من اتّصفوا بصفات المنافقين يسهرون الليل على هواتفهم وينامون عن صلاة الفجر وهم على ذلك مُصِرُّون و مستمرون... وكم وكم وكم.. 

  فلماذا نتعجب من البلايا والمصائب التي تأتينا كل يوم بأشكال وأنواع مختلفة...

إعصار جونو وفيت،موت المواشي والطيور ، الهزّة الأرضية ،ارتفاع درجات الحرارة ، قِلّة الأعمال والبطالة ، قِلة الأمطار ،  والآن مرض وحمى القرم ... 
هل هذه الأحداث جاءتنا صُدفة ... بل إنها رسائل من الله (وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) 

فمتى نفهم رسائل الله إنها تنبيهٌ وتذكيرٌ وتحذير؟؟
فمتى نتذكّر ونتدبّر ومتى سنتوب ؟ ؟
قال تعالى:
(أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ)

............................

السبت، 18 أكتوبر 2014

قصة المجرم عبود وزوجته...الصورة على حسابي في الفيسبوك juma mohd

صورة قديمة واحداثها ١٩١٧م قصة المجرم عبود وزوجته الذي كان يذبح الاطفال ويعمل منهم (( القلية )) وهي من ابشع الجرائم التي حدثت في القرن الماضي 
حدثت اثناء المجاعة في الموصل سنة 1917 حادثة عجيبة شاع خبرها في كل مكان وظل الناس يتحدثون عنها زمنا طويلا , وهي ان رجلاً من اهل الموصل اسمه عبود كان يصطاد الاطفال بالتعاون مع زوجته , او يشتريهم , فيذبحهم ويصنع من لحومهم طعاماً يسمى ((قلية))ويبيعه للناس في دكان له . واستمر على ذلك بضعة اشهر الى ان انكشف امره اخيراً عن طريق الصدفة . ولما ذهب رجال الشرطة الى بيته وجدوا في حفرة فيها مائة جمجمة وعظاماً كثيرة .وقد سيق عبود وزوجته الى المحكمة , وهناك انهارت الزوجة واعترفت امام الحاكم بما اقترفت هي وزوجها من الفظائع .وفيما يلي ننقل المحاورة التي جرت بينها وبين الحاكم حسبما ذكرته مجلة (علمدار) التركية في حينه :
الحاكم : كيف اقدمتما على هذا العمل ؟
المرأة : جعنا واحتملنا الجوع الى حد لا يطاق , فاتفقنا اخيراً على اكل الهررة , وهكذا كان ,وبقينا نصطادها ونأكلها الى ان نفدت من محلتنا , فبدأنا نأكل الكلاب ونفدت ايضاً وكان لحمها اطيب واشهى من لحم الهررة , فجربنا اكل لحوم البشر .
الحاكم : بمن بدأتما اولا ؟
المرأة : بامرأة عجوز خنقناها وطبخناها في حلة كبيرة الا اننا قضينا كل تلك الليلة نتقيأ لان لحمها كان دسماً , ثم ذبحنا ولداً صغيراً فوجدنا لحمه في غاية اللذة والجودة .
الحاكم : وكيف كنتم تصطادون الاولاد ؟
المرأة : بواسطة (ولدنا , كان يأتي كل يوم بواحد بحيلة اللعب معه , فنخنقه ونأكله وندفن عظامه
في هوة عميقة حفرناها داخل بيتنا .
الحاكم : كم ولداً اكلتما ؟
المرأة : لا اذكر تماماً ولكن يمكن احصاءهم من عدد جماجمهم .

حكمت المحكمة على عبود  وزوجته بالإعدام شنقاً . وفي صباح يوم الاعدام اركبا على حمارين وسيقاً الى ميدان باب الطوب حيث نصبت مشنقتان لهما , وكان الناس في الطريق يبصقون عليهما ويشتمونهما ويضربونهما , وكان عبود يرد الشتيمة على الناس بمثلها ويضيف عليها شتم الحكومة اذ كان يعتبرها المسؤولة عما حدث , وتجمهر الناس في الميدان ليشهدوا شنقهما . ويحكى ان امرأة كانت تنهش اقدام الزوجة الا ان قطعت اصابع قدم الزوجة وتصرخ قائلة : (لقد اكلا ثلاثة من اولادي)

الجمعة، 17 أكتوبر 2014

قابوس الحكيم

‏#قابوس_حكيم_العالم
نعم ايها الاخوة لقد ظلم السلطان قابوس كثيرا ولكن شهادة لله وللتاريخ إقرأوا القصه التالية التي تتكلم عن الحدث المرعب !

في لحظة غاب فيها العقل وانتشى العرب من خمر الغرب المعتق وتجردوا عن إنسانيتهم وبانت النزعة الجاهلية لديهم وغابت احلامهم

تآمر بعض العرب على تدمير سوريا الوطن والشعب والحضارة ،، فقام حمد بن جاسم وسعود الفيصل بالضغط على الامريكان والغرب لضرب سوريا ،، ودفعت الفاتورة مقدما من السعودية وقطر ،، وتم تطميع فرنسا بإتفاقيات بالمليارات مع قطر والسعودية

لشراء اسلحة منها ، بشرط ان تقوم فرنسا بالضغط على امريكا بشن الحرب على سوريا تحت حجة استخدام الاسد للسلاح الكيميائي !

ورغم تشكيل لجنة دولية للبحث في من اطلق السلاح الكيميائي في الغوطة وخان العسل ،وفي اليوم الثاني من بدء الفريق الدولي مهامه

أصرت السعودية وقطر على فرنسا بالحرب على سوريا ،، فقام ساركوزي وبدعم اللوبي اليهودي بالضغط على اوباما لبدء الحرب !

وفعلا قرر اوباما دخول الحرب ،، واعلنها واعلنت بعض الدول الغربية مشاركتها !!
هنا خرجت روسيا عن صمتها وهددت انها لن تسكت

وايران هددت انها لن تسكت وكذلك الصين أعلنت ان اي عمل ضد سوريا هو عمل عدائي عليها !!
أخذ العالم يغلي وهو ينقسم لمعسكرين

بدئت تلوح في الافق علامات شبح حرب عالمية طاحنة ثالثة سيهلك فيها ملايين البشر لاسيما وان كلا المعسكرين بدء يحشد حشوده

اعلنت امريكا عن تحريك حاملة طائرات وبوارج وفرقاطات وكذلك فرنسا اما بريطانيا فاعلنت انها ستستعمل قاعدتها في قبرص !

أخذت قناة الجزيرة والعربية ووسائل الاعلام العربية تدق طبول وأسافين الحرب التي لا قرار لها !
بالمقابل مفاجأة روسيا !

فاجأت روسيا العالم انها لن تقف متفرجة ،، فقامت بأكبر تحريك لاسطول البحر الاسود والبحر المتوسط في تاريخها !

أعلن الروس انهم سيحركون صواريخ إسكندر العملاقة البالستية وسيزودون سوريا وايران بمنظومة صواريخ S300 الخطيرة والمتطورة

واعلنت كوريا الشمالية تعاطفها ودعمها لسوريا وكذلك الصين !
انها الحرب ،، انها النهاية ،، انه الدمار ،، انه رعب الموت !

ادرك اوباما انه تسرع في اعلان الحرب وان ساركوزي والخليجيين ورطوه !
ماذا يفعل وهو اعلن ان الحرب خلال ايام ثم ساعات ؟

في لحظة صمت مخيفة والبحر الابيض المتوسط يعج بالجيوش والفرقاطات وباتت المواجهة حتمية ،،وشبح النووي الروسي الكوري حاضرا

العالم متحير وكنت في زيارة لبيروت ورأيت النزوح الجماعي للاجانب من لبنان وقد طلب منا المغادرة بأسرع وقت !
انها الحرب !

في هذه اللحظات المخيفة والايادي على الزناد ،، يعلن في مسقط ان السلطان قابوس سيزور طهران !
طهران؟ في هذا الوقت ؟ لماذا

سألت نفسي : لماذا يذهب السلطان الى طهران غدا صباحا وقد تقوم الحرب مساءا ؟
لابد انه امر خطير وكبير قد حدث !
بقيت متحير

اخذت احلل الموضوع بعمق :
اوباما اعلن الحرب انها ستكون خلال ايام ثم قال وزير دفاعه ربما خلال ساعات !
لماذا صمتوا الان

حللت الموضوع وكنت صائبا فيه :
ان الامريكان عندما رأوا جدية الروس والايرانيين والكوريين في منازلتهم هنا توقفوا وفكروا!

ماذا سنفعل ؟ اننا نلعب اللعبة الخطرة ؟
هم يعرفون ان بوتين لا يمازح والولد الشقي الكوري المتعطش لللعب مع امريكا جاد !

هنا ادرك الامريكان ان الحل والربط في يد طهران في الموضوع السوري !
لكن من سيفتح لهم قناة اتصال !
وكان المنقذ قابوس !

توجه السلطان قابوس الى طهران في زيارة سيخلدها التاريخ أنها أطفئت حربا عالمية ثالثة كانت لن تبقي ولن تذر !

ماذا جرى في طهران؟
إطلع السلطان قابوس من الايرانيين على خطورة الوضع وعن استعداداتهم لهذه الحرب وانهم لن يكونوا بالحياد

ورأى السلطان ان الايرانيين جادين ،، وكانت عمان على اتصال مباشر بواشنطن عبر فيلتمان لتقدير خطورة الموقف الدولي !

حاول الامريكان ان يتفاهموا مع  الايرانيين بوساطة عمانية بان تكون ايران محايدة وتتعهد امريكا ان توجه ضربة لا تسقط الاسد

وحاول الامريكان بتقديم تنازلات للايرانيين كالاعتراف بالحق النووي من حيث المبدأ ورفع العقوبات وارجاع الاموال المجمدة !

إصطدم الامريكان بالرفض الايراني وقالوا انهم سيضربون لو ضربت سوريا وكانوا يتكلمون من قوة الموقف الروسي والكوري معهم !

وفي الحقيقة صارح الايرانيون السلطان قابوس بنواياهم ،،
في لحظة تفكير متبصر وعميق جاء الحل الذي انقذ به السلطان العالم!

انه أجل عمل قام به السلطان في تاريخه المشرق !
نزع فتيل الحرب وهو في طهران !!
حمى البشرية والعالم !
هل تعلمون كيف ؟

اطلت عليكم ولكن لابد من سرد الاحداث حتى يتم فهمها وكيف تدخل السلطان قابوس 
انتظر الاجابة : ماذا فعل السلطان بطهران ؟

ما فعله السلطان قابوس بذكاء وحنكة وحكمة وتبصر لم ولن يدركه الاخرون !
فعل شيئا عجيبا لم يكن ليفكر فيه بشر !

لا زلت انتظر الاجابة منكم ايها الاحبة !
ماذا فعل السلطان قابوس لاطفاء نار الحرب الكونية ونذر الحرب العالمية الثالثة ؟

سأعطيكم خيط الحل :
عمان كانت في تلك الفترة تمثل المصالح الايرانية في لندن والمصالح البريطانية في طهران !
إجتهدوا قليلا !

أخبرني أحد الدبلوماسيين المخضرمين ان الحل كان فكرة من الايرانيين انفسهم ولكن عاد بعد فترة وقال لي ان السلطان هو صاحبها !

الحل الذي اتى به السلطان قابوس هو : ( تحييد بريطانيا) عن الدخول في الحرب !
لو نجح في تحييد بريطانيا انتهت الحرب !

كيف نجح السلطان قابوس في تحييد بريطانيا من الدخول في الحرب ؟

الصحيح ان الايرانيين لم يعطوا السلطان الفكرة ولكن السلطان أخذ من كلامهم خيطا لتتخمر به الفكرة في عقله التي ترجمها ذكائه

سمع السلطان من الايرانيين كلاما انهم عند بداية الحرب سوف يهاجمون المصالح البريطانية في المنطقة بأعتبار انهم نار الفتنة

الكلام الذي سمعه السلطان قابوس من الايرانيين بخصوص مهاجمة المصالح البريطانية في المنطقة تحول لدى جلالته الى علاج للحرب

فتح السلطان وهو في طهران خط مباشر مع لندن وأعلمهم بالنية الايرانية لمهاجمة المصالح البريطانية
فطلب الانجليز نصح السلطان

أطلع السلطان الانجليز على نية الايرانيين وحذرهم من خطورة الموقف اذا تم ضرب سوريا ،، ونصحهم بالانسحاب من التحالف فورا!

وقع الانجليز في حيرة من امرهم كيف سيواجهون حلفائهم الامريكان والخليجيين بخبر الانسحاب من التحالف الدولي ضد سوريا !

للعلم فان الانجليز كانت لديهم معطيات وادلة مخابراتية بالنوايا الايرانية التي اكدتها اتصالات السلطان معهم من طهران !

رمى السلطان قابوس الكرة في ملعب الانجليز واعطاهم الفكرة التي يتخلصون فيها من الحرج بالانسحاب من التحالف !
ما هي الفكرة

الفكرة كالتالي : السلطان قال للانجليز : قبل ايام اظهرت استطلاعات الراي العام البريطاني ان ثلثي الشعب معارضون للحرب !

الفكرة: ثلثي الشعب الانجليزي معارضين لشن ضربات على سوريا ،، فلماذا لا يجري تصويت في البرلمان وبذلك يذهب الحرج !

فكرة جلالته قامت على : اذا كانت استطلاعات الراي الرسمية تشير ان الانجليز معارضين للحرب فإن مجلس العموم حتما سيعارض الحرب

وفعلا رمى السلطان طوق النجاة للبريطانيين حيث دعى كاميرون مجلس العموم الى اجتماع طارئ للتصويت ونجحت الفكرة وصوت بالرفض

نجح السلطان في تحييد البريطانيين واعلن كاميرون انه لن يشارك في ضرب سوريا و أحس الامريكان بعدم الامان من انسحابها

جرى الاتفاق مع الايرانيين والروس باقناع الرئيس الاسد لتفكيك ترسانته الكيمائية حتى لا يعطي مجالا اخر وعذرا للامريكان

نجحت خطة السلطان في تجنيب العالم اتون حرب كونية عالمية كانت ستبيد الملايين من البشر !
الا يستحق السلطان الحب والشكر !

سنستكمل حديثنا عن السلطان قابوس وحكمته في حل مشاكل العالم والمحطة القادمه دور جلالته في التقارب الايراني الامريكان

تعليق بسيط : لان السلطان اطفا نار الحرب على سوريا بدات الاقلام المأجورة تهاجمه وقالوا ان عمان تغرد خارج السرب !

اراد السلطان قابوس حبيب السلام ان يوصل رسالة للعالم بان عمان تقود السرب ولا تقاد كالنعاج وليست من قطيع النعاج !

#قابوس_حكيم_العالم

الخميس، 16 أكتوبر 2014

رواية مونفليت - الفصل الثاني والعشرون والأخير

الفصل الثانى والعشرون 

النهاية . . 


لم يعد باقيا سوى بعض التفاصيل الصغيرة .. ولكنى اريد ان اخبركم اولا بشأن الجوهرة الثمينة التى ضاعت منى فى هولندا .. 

وصل الى انجلترا (( الهرروستن)) وهو احد رجال القانون الهولانديين الذين يعملون فى (( لاهاى)) وارسل الى خطابا قانونيا طويلا يتضمن معلومات فى غاية الغرابة .. يقول الخطاب ان تاجرا شهيرا يدعى (( الدوبراند)) قد مات اخيرا وترك كل ثروته لمن يدعى (( جون ترنشارد)) من قرية (( مون فليت)) بساحل (( دورست)) بانجلترا.. ونظرا لان هذا التاجر قد مات دون ان يكون له ابن يرثه فانه يترك كل هذه الاموال (( لجون ترنشارد)) لانه قد حصل منه عن طريق الغش والخداع على جوهرة ثمينة ولم يعطه ثمننا لها بل وادخله الى السجن .. وبمجرد ان حصل (( الدوبراند)) على هذه الجورة دون وجه حق .. ساءت احواله وحلت به التعاسة .. وشعر ان هذه التعاسة هى عقاب له على غشه وخداعه وخيانته .. ولهذه الاسباب كلها فانه يترك امواله كلها بعد موته
(( لجون ترنشارد)) وذلك تكفيرا عن الذنب الذى جناه ضده ..

هكذا عاد الى ثمن الجوهرة الثمينة ..

(( ولكننا انا وزوجتى جريس)) قررنا ان نتبرع بكل هذه الاموال الى الفقراء وفى كثير من الاحيان كنا نخرج انا وجريس _ للتنزه فى غابة (( مانور )) .. ونصتحب معنا اولادنا جون الصغير وجريس الصغيرة .. والزفير الصغير .. 
وهناك نتمتع دائما بمنظر الشمس الغاربة .. وهى تلقى انوارها الذهبية فوق قمم التلال .. بينما تتقدم تباشير الليل بخطوات صامتة .. ولا صوت يسمع هناك سوى صوت البحر وهدير امواجه .. !

تمت

رواية مونفليت - الفصل الحادي والعشرون

الفصل الحادي والعشرون

العودة إلى مون فليت

غبت من وعيي ساعات طويلة .. 

وعندما افقت .. وجدت نفسي راقدا على سرير في حجرة بها مدفأة موقدة .. وفتحت عيني بصعوبة .. ورايت رجلين جالسين على مائدة قريبة من سريري .. وكانا يتحدثا بصوت منخفض .. وقال احد الرجلين:

- يبدو انه سيستيقظ .. ربما سيعيش ليحكي لنا من هو .. وماذا حدث.. لابد ان نقدم له بعض الشراب الساخن لان الليلة باردة .. والمكان هنا في هذه الحانة بارد ايضا .. تصور يا صديقي اني لم ادخل الى حانة ((هواي نوت )) هذه منذ اكثر من عشرة سنوات .. منذ ان غادرها ((آلزفير)) ..!

وعندما سمعت اسم ((آلزفير)) قمت جالسا فوق السرير وانا اشعر بان الالم يكاد يحطم جميع اعضاء جسمي .. والتفت حولي من جميع انحاء الحجرة احدا سوى هذين الرجلين .. ولذلك فقد صحت ملتاعا والخوف يملا قلبي :

- آلزفير!! .. اين آلزفير؟! .. اين هو..؟!

وتقدم الي احد الرجلين وهو يحاول ان يهدئني .. والتفت الى احد زميله الا خر وقال :

- انه يخطرف.. انه يهذى!

فصحت بالرجلين مرة اخرى:

- انا لا اخترف ولا اهذى انا اسالكما عن ((آلزفير بلوك)) .. اين هو..؟!

وعندما سمع الرجلان هذا الاسم نظر كل منهما الى الاخر في نظرات حائرة .. واقترب مني على الفور احد الرجلين فتذكرت على الفور ملامحه .. انه (( راتسي)) ..!

وقال ((راتسي)) مندهشا :

- من انت .. من انت الذي تعرف ((آلزفير بلوك)) ..؟!

وقلت له وانا اكثر منه دهشة :

- الا تعرفني يا ((راتسي)) .. لقد افترقنا منذ زمن طويل .. ولكني تذكرتك الان .. قل لي اين ((آلزفير)) .. 

احتضني راتسي وامسك بيدي بين راحتيه واخذ يسالني في لهفة .. اين كنت .. ومن اين جئت .. وما قصة هذه السفينة .. ولكني قلت له بالحاح :

ساحكي لك كل شئ فيما بعد .. ولكن اخبرني الان اين ((آلزفير)) ..

نظر الي ((راتسي)) وقد بدت على ملامح وجهه علامات الحيرة والدهشة وقال بصوت هادئ :

- ألزفير؟! .. لا ادري اين آلزفير.. هل كان معك على ظهر السفينة؟!

فقلت وقلبي يكاد ان ينفجر في صدري :

- كان معي ؟! .. انه هو الذي انقذ حياتي .. انه هو الذي اوقفني على قدمي بعد ان صفعتنا آخر موجة .. انه هو الذي كان ياخذ بيدي الى آخر لحظة ..!!

وارتسم حزن جارف على وجه راتسي وهو يقول بصوت كسير:

- اذن فقد كان ((آلزفر)) معك حتى اخر لحظة .. ياللمسكين .. ان احدا لم يخرج من تلك السفينة حيا سواك .. انت الوحيد الذى خرجت حيا .. ! 
***

وبعد يومين كاملين ، قذفت الامواج بجثة (( الزفير)) الى ارض الشاطئ .. وحمله الرجال الى حانة (( هواى نوت)) وارقدوه على المائدة الرئيسية .. نفس المائدة التى رقد عليها من قبل ابنه القتيل (( دافيد)) .. 

وقف الرجال حوالى نحو دقيقة او دقيقتين .. ثم اخذو ينصرفون واحدا وراء الاخر .. وظل (( راتسى)) واقفا امامى صامتا .. واخيرا بدأ يتكلم بصوت حزين:


_ سأتركك وحدك مع صديقك .. و سأعود اليك مرة ثانية قبل ان يحل الظلام .. 

ثم انصرف (( راتسى )) وتركنى وحدى مع صديقى الذى خطفه الموت فى اخر لحظة بعد ان انقذ حياتى ..
وامتلأ قلبى بحزن عميق .. ودارت فى ذهنى مئات الذكريات ..

كان التراب يغطى كل ارجاء الحانة من الداخل .. وكل شيئ ظل كما كان فى ليلة المزاد الكئيبة منذ اكثر من عشر سنوات بل ورأيت الشمع المتجمد الذى سال من الشمعة بعد ان سقط الدبوس .. مازالت هذه الاثار كما هى . . !

ثم جلست على مقعد جوار نار المدفأة .. ووضعت رأسى بين يدى وغرقت فى الاحزان .. 

ولا ادرى كم مر من الوقت حين شعرت بحركة خطوات تقترب .. وظننت ان (( راتسى)) قد عاد كما وعدنى .. ولكنى شعرت بيد رقيقة وضعت بحنان فوق ذراعى ، والتفت خلفى .. فاذا بى اجد امامى شابة طويلة فى غاية الجمال والرقة .. كانت (( جريس)) بنفسها .. ! 

قالت (( جريس)) بصوت رقيق ناعم :

_ جون .. هل نسيتنى ياجون .. هل رأيت نور الشمعة التى كنت اوقظها كل ليلة انتظارا لعودتك .. هل نسيت ان لك اصدقاء هنا .. ؟! 

قلت وانا امسك بيديها بين راحتى :

_ لم انسى شيئا يا عزيزتى .. كل الاشياء اذكرها ولم تغب عن ذهنى طوال السنوات الماضية .. وانت عندى اغلى الناس جميعا .. ولكنى لا استطيع الكلام عن الحب .. فأنت الان امرأة محترمة وعظيمة .. وما انا سوى انسان فقير لا يملك شيئا .. واحمل علامة السجناء فوق جبهتى .. !

وقالت (( جريس)) برقة وحنان اكثر :

_ لا تتحدث عما تملك او مالا تملك .. ان المال لا يصنع الرجال .. لقد عدت الان يا جون وانت اكثر ثراء بتجاربك فى الحياة . . ! 


واستمر حديثنا جوار نار المدفأة لفترة طويلة .. وتعجبت كثيرا من امر تلك الشابة الجميلة العظيمة .. كيف تحتفظ لى بمكان فى قلبها .. وما انا سوى فقير لا يملك شيئا . . ؟!
***

رواية مونفليت - الفصل العشرون

لفصل العشرون

العاصفة..


وفى يوم ما بعد انقضاء عشر سنوات فى هذا السجن اخرجنا الحراس لا لنعمل فى الاشغال الشاقة فى الاماكن المعتادة ، وانما سلمونا لمجموعة من الجنود المدججين بالسلاح ، تولو حراستنا حتى وصلنا الى ميناء (( لاهاى)) .. وهناك افهمونا اننا سنركب سفينة ستأخذنا الى جزيرة (( جاوه)) وهى جزيرة تابعة لهولاندا وتبعد عن اوروبا عدة الالاف من الاميال وتقع وراء الهند .. واخبرونا اننا سنعمل هناك فى المزارع الهولاندية لقصب السكر .. !

وكانت هذه المصيبة الجديدة نهاية محزنة لجميع امالى .. فلن اتمكن ابدا من رؤية (( جريس)) مرة اخرى .. ولن اعود ابدا الى
(( مون فليت)) .. وطوال السنوات العشر الماضية لم افقد الامل وكنت اتصور اننى سأستطيع الهرب يوما ما .. او ربما كانو سيطلقون سراحى بعد مدة لا اعرفها .. ولاكن الان ضاعت كل هذه الامال والتوقعات .. ضاعت الى الابد .. 

وكان (( الزفير)) ايضا ضمن السجناء المرحلين الى جزيرة جاوه .. لقد اصبح الان رجلا عجوزا شاب شعر رأسه وابيض .. اين هو الان من تلك الليلة ذات الاحداث والمغامرات فى (( رأس هور)) .. حيث كان اسود الشعر ومملوءا بالقوة والنشاط والجسارة ..!

ولاحت فى خيالى ايضا تلك الامسية البديعة التى لن انساها ابدا حين جلست مع (( جريس)) فى حديقة بيتها .. استمع الى صوتها العذب الرقيق ، وهى تحثنى على عدم التفكير فى تلك الجوهرة .. وتحذرنى من انها لن تحقق لى سوى الشقاء والتعاسة .. لقد تحققت بالفعل من كل كلمات (( جريس)) وتوقعاتها . . 
***

وصلنا الى (( لاهاى)) .. وصعدنا الى السفينة التى ستقوم بالرحلة الى جاوه .. وشعرت بشيئ من السعادة حين تسللت الى انفى رائحة نسمات البحر مرة اخرى .. ولكن هذه السعادة انقلبت حزنا وغما حين اقلعت السفينة بادئة رحلتها الى تلك البلاد البعيدة ..

ابحرت السفينة لمدة يومين فى بحر هادئ .. وفى اليوم الثالث هبت عاصفة .. 

وكان معنا فى عنبر المسجونين عشرون سجيننا انتابهم الرعب خوفا من تلك العاصفة لانهم لم يركبو البحر من قبل وكانت هذه تجربتهم الاولى .. اما بالنسبة لنا _ انا والزفير_ فقد اعتدنا على مثل هذه العواصف .. 
ولكن عندما بدأت الرياح تشتد وتهب فى عنف واخذت الامواج تضرب السفينة من كل جانب ، قال (( الزفير)) :

اعرف سفننا اكبر من هذه السفينة واقوى منها وكان مصيرها الغرق والتحطم فى مثل هذه العاصفة العاتية .. وانا اعتقد اننا بالقرب من احدى السواحل .. وارجو ان لا نكون قريبين من هذا الشاطئ كى لا تقذف الامواج بالسفينة وتحطمها على صخور الشاطئ .. !

فى تلك اللحظة فتح باب عنبر المساجين .. ولم نر الجنود الذين كانو يحضرون الينا الطعام كالمعتاد .. بل رأينا رجلا من بحارة السفينة قال وهو لقى الينا بمفتاح الباب :

_ ليساعدكم الله تصرفوا بسرعة ..!

واختفى الرجل .. 

وفهم (( الزفير)) ما يعنيه البحارة وقال لبقية السجناء :

_ معنى هذا ان السفينة ستغرق .. وانهم يعطوننا فرصة للنجاة . . !

وقام (( الزفير)) بفك قيوده وجمع قيود السجناء الاخرين .. 

وكنت اول من خرج من العنبر لسطح السفينة .. ولاحظت على الفور ان الجنود والبحارة قد غادروا السفينة فى قوارب النجاة .. ولم يعد باقيا فيها غيرى انا و (( الزفير)) وباقى السجناء .

كانت العاصفة فى عنفوانها .. واشار (( الزفير)) الى شئ بعيد يظهر خلال طبقات الظلام وسيول المطر المنهمر ،
واقترب من اذنى وصاح بأعلى صوته :

نـــــــحن قريــــــــــــــبون مــن الســــاحل!
واخذت للامواج العاتية تدفعنا نحو الشاطئ وصخوره الضخمة . وبدأت أرى تلك الامواج وهى تتكسر على تلك الصخور محدثة اصواتا مرعبة مخيفة .. ومن الواضح اننا كنا فى احد الخلجان .. ورأيت تلا مرتفعا يبدو شامخا من بعيد .. وقد ذكرنى شكله بتل اعرفه ورأيته مرارا من قبل .

واقترب منى (( الزفير )) 
وصاح فى اذنى بصوت مبتهج وينم على الفرحة هذه المرة :

انظر .. انظر ياجون.. !!

ونظرت الى حيث اشار .. وادركت على الفور اننا فى خليج (( مون فليت)) . . ! !

وفى الحال تبددت كل اثار الحزن فى وجه (( الزفير)) وامتلأ قلبه بسعادة غامرة .. وصاح في اذني:

- ان قوة خفية وغريبة اخذت بيدنا واعادتنا الى الوطن.. خير لي الف مرة ان اموت على متن سفينة تحطمت على صخور ((مون فليت)) من قضاء كل عمري سجينا محروما من الحرية .. اسمع يا جون.. اننا سنهلك حتما في ظرف اقل من ساعة .. ومع ذلك لابد ان نبذل كل وسعنا في الكفاح من اجل الحياة ..!
***

اما بقية السجناء الاخرين فقد انخلعت قلوبهم من شدة الرعب والاحساس بالخوف من الموت .. وركع بعضهم امام ((آلزفر)) يستنجدونه بان يقود بهم قارب النجاة الوحيد الباقي فوق ظهر السفينة . ولكن ((آلزفر)) كان يعرف مدى خطورة النزول الى البحر الهائج في مثل هذه العاصفة وفي مثل هذا القارب .. فصاح عاليا ليسمع الرجال صوته :

- يا اصدقائي ان النزول الى البحر الان معناه الموت والهلاك غرقا .. اني اعرف تماما هذا الخليج .. واذا كنتم تريدون النجاة حقا فعليكم البقاء على ظهر السفينة .. سوف نصل الى صخور الشاطئ بعد حوالي نصف ساعة من الان .. وستتحطم السفينة على هذه الصخور.. وعلى كل واحد منا عندئذ ان يكافح من اجل نجاته..!

ولكن السجناء لم يقتنعو بهذه النصيحة وانزلو قارب النجاة الى البحر وركبوه وانطلقو الى مصيرهم المحتوم .. وهكذا اصبحنا وحدنا على السفينة الموشكة على الغرق والتي تتقاذفها الامواج العالية وتدفع بها الى الارتطام بالصخور ..

واقتربنا رويدا من المنطقة الخطرة التي تتكسر عليها امواج البحر العاتية موجة وراء موجة حيث تتخلف عنها ملايين الفقاعات البيضاء وكان مياه البحر تفور بالزبد .. وفي كل مرة تصتدم فيها احدى الامواج العنيفة بصخور الشاطئ يدوي صوت الارتطام الرهيب في انحاء ((مون فليت)) كلها.. وكثيرا ما كنت اسمع مثل هذا الهدير وانا راقد على سريري مستيقظا في بيت خالتي .. واعرف جيدا ما اعتاد اهالي ((مون فليت)) ان يفعلوه في مثل تلك العواصف خصوصا عندما يشاهدون سفينة تلعب بها الامواج قبل ان تحطمها على صخور الخليج ..

في تلك اللحظة تخيلت تماما ما يفعله اهالي ((مون فليت)) الان وهم يرون سفينتنا موشكة على الغرق .. تخيلت راتسي ومعه مجموعة من رجال القرية يحملون المصابيح ويراقبون السفينة والرياح تحطم صواريها وتمزق اشرعتها .. ويشعر جميع الرجال بالحزن والاسى وهم يفكرون في كيفية تقديم مساعدة لانقاذ الاحياء الراكبين فوق ظهر السفينة .. وسمعت صوت ((آلزفر))يناديني:

- جون .. انظر..!

وخلال اطباق الظلام وسيول المطر رايت نقطة من الضوء تلمع مثل الجوهرة .. وقال ((آلزفر)) :

- انها (( منارة ماسكيو)) .. ألا تذكرها ..؟!

آه.. ها هي ((جريس)) مازالت وفية بالعهد الذي قطعته على نفسها .. لقد وعدتني بانها ستشعل شمعة خلف نافذتها كل ليلة حتى يهتدي بها بحارة السفن العابرة الى ان اعود اليها مرة اخرى .. انها ما زالت تنتظرني .. وهأنذا عائد اليها الان .. ولا يفصلني عنها سوى هذه الامواج العاتية التي تحمل الموت بين طياتها ..

ولاحظت ان عدد المصابيح التي كان يحملها اهالي (( مون فليت )) قد ازداد.. ولا شك انهم يراقبون السفينة التي تتحطم قطعة قطعة في مهب الريح والامواج.. وهم لا يعرفون طبعا ان هذه السفينة لا تحمل على ظهرها سوى اثنين من الرجال .. وان هذين الرجلين من اهالي ((مون فليت)) ..

وبدات السفينة تقترب اكثر واكثر من ارض الشاطئ لتلقى نهايتها المحتومة .. واشتد عويل الرياح وصخب الموج .. وصاح ((آلزفر)) :

- لقد اقتربت النهاية .. وعلينا ان نلقي انفسنا الى البحر مع قدوم الموجة التالية .. والآن .. ها هي موجة قادمة .. اقفز يا جون .. اقفز معي..!

وقفزنا ..!
وسقطت على يدي وركبتي في منطقة لا يزيد عمقها على متر واحد .. ووقفت على قدمي .. ولكن المياه الصاخبة غلبتني وانكفيت على وجهي .. وحاولت الوقوف ثانية .. ورايت الرجال الواقفين على الشاطئ وقد تقدمو الى الخوض في مياه البحر وكل منهم يمسك بيد الاخر .. اهم الان يتقدمون لانقاذنا والاخذ بايدينا .. ولكني انكفيت مرة ومرة .. وانهضني ((آلزفير)) من عثرتي واوقفني ثانية .. ولم اعد ارى شيئا.. ولكني احسست بيد قوية تمسك بيدي ..!
***

رواية مونفليت - الفصل التاسع عشر

الفصل التاسع عشر 

السجن .. 

قدمونا الى المحاكمة .. وطبعا لم يصدق القاضى اى كلمة من قصتنا التى حكيناها بكل تفاصيلها .. وحكم علينا بالسجن ..!

وبعد عدة ايام اخذونا الى سجن بعيد يسمى (( ايمجوين)) .. وربطو ايدينا بحبل طويل مع سجناء اخرين .. وسارو بنا عبر طريق طويل شاق يؤدى الى ذلك السجن . . 

وبعد ان بقيت فى هذا السجن نحو اسبوع .. جاء بعض الحراس واخذونى الى كوخ صغير .. وفى وسط هذا الكوخ من الداخل رأيت كرسيا ضخما اجلسنى الحراس عليه واوثقونى جيدا بالحبال حتى اصبحت واكأنى انا والكرسى قطعة واحدة . . ولم اكن ادرى حتى هذا الوقت ماذا سيفعلون بى بعد ان كتفونى كل هذا التكتيف . . 

ثم ادركت ما سوف بفعلونه بى .. لقد رأيت نارا فى هذا الكوخ القذر المملوء برائحة كريهة .. وجاؤو بختم مصنوع بالحديد المحمى بالنار ووشمونى على جبهتى بعلامة على شكل حرف ((y)) وهو اول حرف من من (( ايمجوين)) اسم هذا السجن .. وذلك حتى يعرف الجميع انى سجين اتبع لذلك السجن الرهيب . . 

وهكذا خرجت من هذا الكوخ المرعب ، وعلى جبهتى حرف((y)) وهو الحرف الذى كانت عائلة الموهون شعارا لها .. 

وبعد مرور عدة ايام قابلت (( الزفير)) اثناء العمل فى ساحة السجن .. وكان يحمل هذه العلامة ايضا على جبهته .. 

ومرت سنوات طويلة .. 
كل يوم من الايام كان شبيها باليوم السابق .. ولا تغيير اطلاقا .. نخرج الى العمل الشاق .. ونعود لنتناول الطعام الرديئ .. ثم لنحاول ان ننسى هذا العذاب الاليم .. ! 
***

رواية مونفليت - الفصل الثامن عشر

الفصل الثامن عشر 

ضياع الجوهرة


وانزلتناا لسفينة فى ميناء (( لاهاى)) بهولاندا .. وتعتبر هذه المدينة افضل مكان فى العالم لتجارة الماس .. وكان (( الزفير)) يعرف بعض اللغة الهولندية وذهبنا الى على الفور لنبحث عن تاجر ماس مناسب يمكن ان نبيعه جوهرتنا .. 

وعلمنا ان ((ألدوبراند)) هو اغنى تاجر الماس واكثرهم شهرة..

وقبل غروب الشمس بنحو ساعة ذهبنا الى بيت هذا التاجر .. وكان بيتا غير مرتفع يطل على الطريق الرئيسيس وجدرانه مطلية باللون الابيض بينما طليت نوافذه باللون الاخضر .. وكانت هناك حديقة واسعة ملحقة بخلف البيت .. وقرعنا جرس الباب ففتح لنا خادم طويل الجسم فاخبرناه باننا نريد ان نبيع جوهرة.. 
دعانا الخادم الى الدخول .. وذهب ليخبر سيده بهذا الامر .. وبعد عدة دقائق جاء التاجر((الدوبراند)) لمقابلتنا .. وكان ضئيل الجسم ويبلغ عمره حوالي سبعين سنة .. وقال لنا بصوت هادئ :

- ماذا يا ابنائي .. لقد سمعت ان لديكما جوهرة تريدان بيعها .. انا لا اتعامل في الجواهر العادية .. فلا ترياني اياها الا اذا كانت تستحق ..

في تلك اللحظة كنت امسك بالجوهرة بيدي فقدمتها اليه .. ورايت ملامح الدهشة تبدو واضحة في وجهه حين امسك بالجوهرة وراى حجمها .. وامسم التاجر بالجوهرة بين يديه ليفحصها عن قرب .. وتغيرت نبرات صوته وهو يقول لنا هذه المرة :

- لا يوجد هنا ضوء كاف .. تعاليا معي..!

وتبعناه الى غرفة اخرى .. ومن نافذة هذه الغرفة تظهر الحديقة الملحقة بالبيت وقد غمرتها الاشعة الحمراء للشمس الغاربة .. وجلس ((الدوبراند)) الى مائدة في وسط الغرفة وامسك الماسة بين اطراف اصابعه وعرضها للضوء واخذ يتفحصها بكل عناية واهتمام .. ولم استرح لهذا الرجل الذي التفت الي فجاة وسالني :

- ما اسمك ايها الصبي .. ومن اين جئت..؟!

وفوجئت بالسؤال فاجبته بغباء :

- اسمي جون ترنشارد ...وجئت من مون فليت ..

وزغدني ((آلزفير)) ليحذرني ولكن الوقت كان قد فات ولم ينفع هذا التحذير .. ولشدة دهشتي لاحظت ان التاجر قد دون اسمي في دفتر كان موضوعا على المائدة .

وقد تبدو كتابة اسمي في هذا الدفتر كشئ طبيعي ومتوقع بالنسبة لاي تاجر مجوهرات .. ولكن لا ادري لماذا اغضبني هذا التصرف .. بالرغم من ان الاحداث قد اثبتت فيما بعد ان قيام هذا التاجر بكتابة اسمي وموطني في دفتره كان اهم شئ حدث في حياتي كلها ..!

ونظر الي التاجر بعد ان كتب ما كتب وقال :

- هاه .. من ((مون فليت)) .. ولكن قل لي كيف حصلت على هذه الجوهرة ..؟!

اجاب ((آلزفير)) على هذا السؤال بسرعة : 
- اننا لم نحضر الى هنا لنجيب على اسئلتك .. بل لنعرف اذا كنت ترغب في شراء هذه الجوهرة ام لا .. وما هو الثمن الذي يمكنك ان تدفعه .. ويكفي ان تعرف اننا بحارة انجليز .. وان هذه الجوهرة ملكنا واننا نريد بيعها ..!

قال التاجر العجوز:

- نعم نعم .. اعرف ذلك .. ولكن لاني لا اعرف المصدر الحقيقي لهذه الجوهرة .. فان من اللازم ان افحصها جيدا حتى اتاكد من انها جوهرة حقيقية وليست مزيفة..

ثم احضر زجاجة صغيرة بها سائل اخضر ووضع نقطة منه فوق الجوهرة ثم حكها في حجر اسود .. وكنت ارقب ملامح وجهه وهو يقوم بهذا الفحص ..ولكني وجدت وجهه جامدا وكانه قد من حجر .. واخيرا صدمنا بقوله :

- جون ... يا بني .. هذه الجوهرة ليست ماسة حقيقية .. انها مصنوعة من الزجاج .. ولكنها مصنوعة جيدا وبدقة شديدة .. وهي مع ذلك احسن قطعة من الزجاج رايتها في حياتي .. ولكنها ليست من الماس !

اظلمت الدنيا في عيني وكدت اسقط على الارض مغشيا علي .. لقد تبددت في لحظة كل احلام الثراء .. لقد ذهبت كل جهودنا والمخاطر التي واجهناها ادراج الريح .. وحزنت حزنا لم اشعر بمثله طوال حياتي .. وقال التاجر العجوز مشفقا وكانه يواسينا :

- لا يا جون .. لا يا بني .. لا تكن تعيسا الى هذا الحد .. انا لم اقل انها لا تساوي شيئا .. فالبرغم من انها مصنوعة من الزجاج الا انها مصنوعة بطريقة فنية جيدة .. وسوف اعطيكما عشرة قطع من النقود الفضية ثمنا لها ..!

وهنا قال ((آلزفير)) غاضبا:

- لا .. اننا لم نحضر الى هنا لنحصل على نقودك الفضية .. نحن في غنى عنها ويمكنك الاحتفاظ بها ..!

وبغضب شديد التقط ((آلزفير)) الجوهرة من يد التاجر وقذف بها من النافذة فصاح التاجر ((الدوبراند))وهو يقفز فوق مقعده :

- هل انت مجنون ايها الرجل ؟! .. لماذا فعلت هذا .... لماذا ..؟!!
***

حين القى ((آلزفير)) الجوهرة من النافذة .. رايتها تطير في الهواء واستقرت على ارض الحديقة جوار زهرة حمراء كبيرة .. وعندما خرجنا يائسين من بيت التاجر سرنا صامتين في الشارع عائدين الى الحانة التي كنا نقيم فيها دون ان نتبادل كلمة واحدة.. ووصلنا الى الحانة اخيرا .. وجلسنا لنتناول وجبة العشاء ..

وبطبيعة الحال كان ذهني مشغولا بما حدث .. واخ>ت اقلب الامر من جميع جوانبه .. وفجأة توقفت عن تناول الطعام ، وفزعت واقفا وقلت :

_ الزفير .. اننا بلهاء .. ان الجوهرة ماسة حقيقية .. لقد استطاع التاجر ان يغشنا ولم يقل لنا الحقيقة !

نظر الى (( الزفير)) فى صمت للحظة وجيزة .. ثم قال فى هدوء وحيرة:

_ قد تكون على صواب ياجون .. ولكننا القيناها من النافذة ولم نستطيع العثور عليها .. 

قلت بشئ من الارتياح :

_ ولكننى رأيتها وهى تسقط فى الحديقة .. واعرف اين سقطت بالزبط .. !

وتساءل (( الزفير)):

_ ولكن الا تظن ان التاجر (( الدبراند)) قد رأها وهى تسقط ويعرف مكانها .. ؟!

وذكرنى هذا السؤال بأنى قد رأيت التاجر وقد جحظت عيناه وهو يتتبع مسار الجوهرة حين القاها (( الزفير)) من النافذة .. ولكنى لا ادرى ما اذا كان يعرف اين سقطت بالزبط ام لا .. ولذلك فقد قلت :

_ لا ادرى يا (( الزفير)) .. دعنا نذهب لنرى .. انا متأكد ان الجوهرة قد سقطت بجوار زهرة حمراء كبيرة ذات ساق طويلة .. هيا نذهب فسوف نجدها هناك !

وظل (( الزفير)) صامتا نحو دقيقة ثم قال : 

_ انا محتار فعلا .. ولكن يبدو انك على صواب يا جون .. واعتقد الان ان الجوهرة ماسة حقيقية .
بل وكنت اعرف انها ماسة حقيقية حين القيتها من النافذة .. وانا على يقين بأننا سنعيش سعداء بدونها .. فمنذ ان سمعنا عنها واكتشفنا سر مخبئها ونحن لم نحصل على شئ سوى التعاسة .. وها نحن الان بعيدين عن وطننا .. وهناك رجلان قد قتلا .. دع هذه الجوهرة تذهب الى حال سبيلها .. دعها حيث هى واينما تكون .. لا داعى للبحث عنها حتى نتحاشا التعاسة التى تسببها ..!

ولكنى لم اقتنع .. واصررت على الذهاب الى الحديقة لاستعادة الجوهرة .. ولم يجد (( الزفير)) مناصا سوى ان يصاحبنى ويذهب معى . .!
***

كان ظلام الليل قد حل حين كنا نتسلق السور الحجرى الذى يحيط بحديقة بيت التاجر (( الدوبراند)) .. وما ان اصبحنا فى ارض الحديقة حتى تقدمت الى مكان الزهرة الحمراء واخذت اتحسس الارض بيدى .. تحسستها قطعة قطعة ولكنى لم اعثر على شئ .. وقلت ل(( الزفير)) :

_ لقد اختفت الجوهرة .. لا بد ان (( الدبراند)) قد سبقنا فى الوصول اليها .. لقد اخها هذا التاجر الغشاش !

ونظرت تجاه بيت التاجر ، فرأيت نورا مضاء خلف احدى النوافذ .. فقتربت من النافذة واقترب معى (( الزفير)) .. وشاهدنا التاجر وهو جالس الى مائدة وامامه الجوهرة الثمينة .. ماستنا التى فقدناها وحصل هو عليها دون حق .. انها اذن ماسة حقيقية .. وكان التاجر قد وضعها بجانب مجموعة اخرى من الماس . . ولكنها كانت تبدو قطع صغيرة تافهة بجانب ماستنها العملاقة .. وطغى جمال ماستنا على جميع قطع الماس الاخرى .. وخيل لى ان ماستنا العظيمة تنادى بصوت جميل اسمعه فى اعماقى : الست اجمل ماساة العالم .. الست ملكة على جميع الماساة الاخرى.. الست مملوكة لك انت وحدك .. هيا تقدم واتستعدنى من بين يدي هذا التاجر!!

ولم افق من هذا الخيال الا عندما لمسنى (( الزفير)) وهمس فى اذنى :
_ هيا يا (( جون)) .. دعنا نعود.. اننا لا نريد هذه الجوهرة التى لن تجلب لنا سوى التعاسة والشقاء .. هيا نعود يا (( جون )) .. الا تسمعنى .. ؟ !

كنت اسمعه فعلا ولكنى لم اقتنع بأى كلمة .. ولم يكن يدور فى ذهنى اى شيئ سوى ضرورة استعادة الجوهرة .. ووجدت نفسى اصعد الى حافة النافذة بكل سرعة ، واقفز الى داخل الحجرة التى كان يجلس بها التاجر ، وتقدمت فى لمح البصر الى النافذة وامسكت الجوهرة بيدى .. 

ولكن فى هذه اللحظة بالظبط هب التاجر واقفا واخذ يصيح مذعورا :

_ النجدة .. النجدة .. لصوص .. لصوص.. . !

وفى الحال دخل ستة من الخدم .. واحطو بنا .. وقبطو علينا .. !

***