الفصل الثالث
تحت الارض ..
اصبح هذا القبر الضخم الذي يشبه المنضة مكاني المفضل في منطقة المقابر كلها .. كنت اجلس فوقه محتميا بظل الشجرتين واتمتع بمشاهدة البحر والسفن الشراعية العابرة من بعيد ..
كان من الواضح ان هذا القبر بالذات محل اهتمام كثيرين غيري فقد كان الطريق الضيق المؤدي اليه ممهدا على نحو ما وتظهر عليه آثار العديد من الاقدام .
لقد مرت الان عدة اسابيع منذ ان رايت ((راتسي)) و ((آلزفير)) واقفين عند القبر وعندما استبعدني راتسي من منطقة المقابر بحجة واهية وغير حقيقية .. ومع ذلك فقد اصبحت الان مواظبا على الحضور الى هذا المكان لاتمتع بالوحدة والهدوء ومنظر البحر ..
وفي عصر احد الايام ذهبت الى مكاني المعتاد .. وجلست موجها نظري نحو البحر .. وكان الجو هادئا وقد ساعد الهواء الدافئ على تجفيف مياه الامطار الغزيرة التي سقطت منذ فترة .. ولكن الارض الترابية التي جفت اتخذت اشكالا غريبة متنوعة .. وبعضها اتحذ شكل اوان فخارية سيئة الصنع كما تختلف عدة ثقوب في بعض الاماكن بارض المنطقة .
لقد لف الهدوء كل شئ لدرجة اني كنت اسمع غناء جورج الفلاح وهو يعمل بحقله عند التل.. وكانت الساعة قد اقتربت وقتئذن من
الرابعة بعد الظهر .. لقد حان اذا الوقت المناسب لمغارة منطقة المقابر والعودة الى البيت ..وفجاة سمعت صوتاصادرا من تحت الارض التى يعلوها القبر الضخم الذى كنت اجلس فوقه .. ولاحظت ان بعض الاتربة انهارت تحت الكتلة الحجرية التى تسد مدخل القبر ، وتركت فتحة صغيرة ، ولكنها تكفى لدخول اى انسان يزحف على يديه وركبتيه .
وبطبيعة الحال فلا يوجد اى صبى فى الدنيا يرى هذه الفتحة ولا يود الدخول اليها ليعرف ماذا وراها .. وهى نفس الرغبة التى انتابتنى وقررت تنفيذها ..
وهكذا قفزت من فوق القبر ، وجلست على الارض جوار الفتحة ، ومددت قدمى بداخلها ، وبدأت ازحف ببقية جسمى ، الا ان لمست قدماى الارض بداخل القبر .. وعندئذ وجدت نفسى واقفا تحت الكتلة الحجرية التى تسد مدخل القبر من الخارج .
توقعت فى البداية ان الامر لايعدو ان بعض الا تربة التى كانت تغطى سقف القبر قد انهارت وادت الى ظهور تلك الفتحة التى تسللت خلالها ، وكنت اظن اننى الان بداخل بداخل الحجرة السفلية للمقبرة .. ولكنى كنت مخطئا فى هذا الاعتقاد وهذا الظن .. فقد تأكدت من ان هذه الفتحة فى حقيقة الامر مدخل لممر طويل ينحدر فليلا الى اسفل ..
وكان هذا اكتشافا رائعا ومثيرا بالنسبة الى .. فلا شك ان هذا الممر السرى سيؤدى الى المكان الذى اخفى فيه ذو اللحية الاسوداء جوهرته الثمينة .. ونتابنى احساس غامر بالسعادة حين تصورت نفسى وقد عثرت على تلك الجوهرة ، واصبحت فى قمة الثراء والغنى ..
وتنبهت بدهشة الى ان هواء الممر اللطيف المتجدد .. وان الممر نفسة نظيف وبالرغم من ان ارضيته مغطاه بتراب ناعم تظهر عليه اثار اقدام كثيرة .. وبدأت اسير الى داخل الممر بحذر وقد مددت ذراعى امامى حتى لا اصطدم بشئ غير متوقع .. ثم اخذ الضوء يخفت ويق كلما توغلت الى الداخل الى ان وصلت الى نقطة لا اثر للضوء فيها وغارقة فى ظلام دامس .. وعندئذ شعرت بالخوف وقررت العودة .
وفى اقل من دقيقة كنت ازحف بجسمى خارجا من نفس الفتحة التى دخلت منها .. وتسلل الى انفى الهواء المنعش ورأت عيناى اضواء الشفق الحمراء وهى تلون صفحة السماء .. واسرعت الخطى نحو بيت خالتى قبل ان يحين موعد العشاء .
وفى اثناء الطريق قررت انى لابد ان اعود الى هذا الممر الغامض مرة اخرة ، ولكن من الضرورى ان تكون معى شمعة استعين بضوئها عندما يلزم الامر .!
كان من الواضح ان هذا القبر بالذات محل اهتمام كثيرين غيري فقد كان الطريق الضيق المؤدي اليه ممهدا على نحو ما وتظهر عليه آثار العديد من الاقدام .
لقد مرت الان عدة اسابيع منذ ان رايت ((راتسي)) و ((آلزفير)) واقفين عند القبر وعندما استبعدني راتسي من منطقة المقابر بحجة واهية وغير حقيقية .. ومع ذلك فقد اصبحت الان مواظبا على الحضور الى هذا المكان لاتمتع بالوحدة والهدوء ومنظر البحر ..
وفي عصر احد الايام ذهبت الى مكاني المعتاد .. وجلست موجها نظري نحو البحر .. وكان الجو هادئا وقد ساعد الهواء الدافئ على تجفيف مياه الامطار الغزيرة التي سقطت منذ فترة .. ولكن الارض الترابية التي جفت اتخذت اشكالا غريبة متنوعة .. وبعضها اتحذ شكل اوان فخارية سيئة الصنع كما تختلف عدة ثقوب في بعض الاماكن بارض المنطقة .
لقد لف الهدوء كل شئ لدرجة اني كنت اسمع غناء جورج الفلاح وهو يعمل بحقله عند التل.. وكانت الساعة قد اقتربت وقتئذن من
الرابعة بعد الظهر .. لقد حان اذا الوقت المناسب لمغارة منطقة المقابر والعودة الى البيت ..وفجاة سمعت صوتاصادرا من تحت الارض التى يعلوها القبر الضخم الذى كنت اجلس فوقه .. ولاحظت ان بعض الاتربة انهارت تحت الكتلة الحجرية التى تسد مدخل القبر ، وتركت فتحة صغيرة ، ولكنها تكفى لدخول اى انسان يزحف على يديه وركبتيه .
وبطبيعة الحال فلا يوجد اى صبى فى الدنيا يرى هذه الفتحة ولا يود الدخول اليها ليعرف ماذا وراها .. وهى نفس الرغبة التى انتابتنى وقررت تنفيذها ..
وهكذا قفزت من فوق القبر ، وجلست على الارض جوار الفتحة ، ومددت قدمى بداخلها ، وبدأت ازحف ببقية جسمى ، الا ان لمست قدماى الارض بداخل القبر .. وعندئذ وجدت نفسى واقفا تحت الكتلة الحجرية التى تسد مدخل القبر من الخارج .
توقعت فى البداية ان الامر لايعدو ان بعض الا تربة التى كانت تغطى سقف القبر قد انهارت وادت الى ظهور تلك الفتحة التى تسللت خلالها ، وكنت اظن اننى الان بداخل بداخل الحجرة السفلية للمقبرة .. ولكنى كنت مخطئا فى هذا الاعتقاد وهذا الظن .. فقد تأكدت من ان هذه الفتحة فى حقيقة الامر مدخل لممر طويل ينحدر فليلا الى اسفل ..
وكان هذا اكتشافا رائعا ومثيرا بالنسبة الى .. فلا شك ان هذا الممر السرى سيؤدى الى المكان الذى اخفى فيه ذو اللحية الاسوداء جوهرته الثمينة .. ونتابنى احساس غامر بالسعادة حين تصورت نفسى وقد عثرت على تلك الجوهرة ، واصبحت فى قمة الثراء والغنى ..
وتنبهت بدهشة الى ان هواء الممر اللطيف المتجدد .. وان الممر نفسة نظيف وبالرغم من ان ارضيته مغطاه بتراب ناعم تظهر عليه اثار اقدام كثيرة .. وبدأت اسير الى داخل الممر بحذر وقد مددت ذراعى امامى حتى لا اصطدم بشئ غير متوقع .. ثم اخذ الضوء يخفت ويق كلما توغلت الى الداخل الى ان وصلت الى نقطة لا اثر للضوء فيها وغارقة فى ظلام دامس .. وعندئذ شعرت بالخوف وقررت العودة .
وفى اقل من دقيقة كنت ازحف بجسمى خارجا من نفس الفتحة التى دخلت منها .. وتسلل الى انفى الهواء المنعش ورأت عيناى اضواء الشفق الحمراء وهى تلون صفحة السماء .. واسرعت الخطى نحو بيت خالتى قبل ان يحين موعد العشاء .
وفى اثناء الطريق قررت انى لابد ان اعود الى هذا الممر الغامض مرة اخرة ، ولكن من الضرورى ان تكون معى شمعة استعين بضوئها عندما يلزم الامر .!
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق