الفصل الثالث عشر
الكهف
مازلنا في الصباح المبكر ولكن قرص الشمس اخذ يصعد الى السماء ويتللألأ نوره فوق مياه البحر .. ووقدنا على اعشاب لستريح قليلا بعد تسلق هذا لطريق الوعر المخيف .. وبعد دقائق هب ((آلزفر)) واقفا وقال :
- هيا يا جون..فمازالت امامنا مهمة صعبة اخرى .. ان علينا ان نعتني بقدمك الجريحة ونعالجها ..وعلينا ان نغادر هذا المكان بالرغم من ان الجنود لو صعدو الى قمة ((رأس هور )) مرة اخرى فلن يخطر في بالهم اننا في هذا المكان الآمن البعيد عن الطريق الصاعد العادي ..ولابد ان نتحرك الآن لنجد مخبا نختبئ فيه حتى نعالج قدمك .. وانا اعرف مكانا جيدا وآمنا اسمه ((كهف جوزيف)) وهو يبعد نحو سبعة اميال من هنا .. وقد تستغرق الرحلة النهار كله .. لاني مضطر للسير ببطء وانا احملك ..
وحملني ((آلزفر)) بين ذراعيه .. وبدا السير مخترقا مساحة من الحقول الواسعة .. وكان الالم في قدمي يشتد كل لحظة .. واخذت حرارة الشمس تشتد هي الاخرى .. وبدأت خطوات ((آلزفر)) تتباطأ وتصبح ثقيلة .. الى ان وصلنا الى بقايا حائط مهدم وهناك وضعني ((آلزفر)) على الارض وارتمي ارضا والن انه متعب ولا يستطيع مواصلة السير .. وطلب مني ان اظل مستيقظا واستمر في مراقبة المكان .. واستغرق هو في النوم خلال دقائق..
وكان الهواء يهب لطيفا دافئا ونحن محتمين بظل بقايا الحائط .. وبدأت اقاوم النعاس .. ولكني فشلت .. وبالرغم من اني مكلف بالحراسة ومن الواجب ان اظل مستيقظا الا ان النوم غلبني في النهاية ..
ولا ادري كم مر من الوقت .. ولكني استيقظت مفزوعا على صوت طلقة دوت في مكان قريب .. وعاودني الالم الشديد في قدمي بعد ان سكن قليلا اثناء نومي .. وتحركت لاوقظ ((آلزفر)) ولكني وجدته مستيقظا ووضع اصبعه امام فمه اشارة لي بان اسكت والزم الصمت دون حركة .. وزحف هو خلف الحائط واختبأ وراء شجرة حتى يستطلع الامر دون ان يراه احد .. وبعد فترة وجيزة عاد واخبرني :
-انه ولد صغير يصطاد الطيور ببندقية .. وعلينا الا نتحرك الا اذا جاء الصغير نحونا ..!
وبعد نحو دقيقة من المراقبة قال ((آلزفر)) :
- ها هو الصبي قادم نحونا .. لابد ان نريه انفسنا ..
وهب ((آلزفر)) واقفا ورآه الصبي وخاف الصبي وبدأ يجري .. فنادى عليه:
- هاه ايها الصبي .. ماذا تعمل هنا ..؟!
وتوقف الصبي عن الجري واجاب :
- اني اصيد الطيور للفلاح ((توب)) ..
وساله ((آلزفر)) :
- هل لديك بارود كاف .. هل يمكنك ان تعطيني بعض البارود لاني اريد ان اصيد ارنبا بريا من اجل عشائي .. ولكن ليس معي بارود لاحشي به مسدسي ..!
واجاب الغلام :
- نعم لدي قليل من البارود .. ولكني احتاجه لصيد الطيور .. ولا ساتعرض للضرب ..!
فقال ((آلزفر)) :
- لا عليك ايها الصبي .. اعطني بعض البارود وسوف اعطيك قطعة كبيرة من النقود ..
واخرج ((آلزفر)) من جيبه قطعة كبيرة من النقود ووضعها بين اصابعه ليغري بها الصبي الذي لمعت عيناه حين راى النقود التي يمكن ان يحصل عليها ..ولذلك فقد قال ((آلزفر)) على الفور:
-اعطني كل ما معك من بارود وسوف اعطيك قطعتين من هذه النقود ..
وبكل سهولة اعطى الصبي كل ما معه من بارود الى ((آلزفر)) .. واخذ الصبي نقوده ..واراد ((آلزفر)) ان يكمل الصفقة فقال للصبي :
- بعني البندقية ايضا..
وهنا رفض الصبي هذا العرض وقال :
- لا .. ان الناس يقولون ان هناك بعض المهربين قد هربو من هذه المنطقة وان جنود الملك يبحثون عنهم للقبض عليهم ..
فقال ((آلزفر)) دون تردد :
- ولهذا السبب بالذات اريد ان اشتري منك البندقية لادافع بها عن نفسي ضد المهربين الذين لا يمكن ان يلحقو بك اذى لانك صبي صغير ولا تهتم في شئ .. وسوف اعطيك قطعة ذهبية ..ها هي !
واخرج ((آلزفر)) من جيبه قطعة ذهبية واعطاها للصبي الذي اعطاه البندقية وانصرف .
- علينا في هذه الحالة ان نختفي فورا وعلينا ان نسير باقصى سرعة .. وعلى اية حال فان الكهف الذي نقصده قريب من هنا .. وعلى مسافة بسيطة .. هيا يا جون..!
وحملني ((آلزفر)) مرة اخرى .. وانطلق مسرعا ولكن بحذر .. وظل محتميا ببقايا الحائط الى ان عبرنا منطقة الحقول ووصلنا الى ارض واسعة يغطيها العشب وبجوارها تل منخفض ويبدو انه كان متحجرا في الماضي خيث يظهر جانبه وعليه الاثار التي تركتها الاحجار المقطوعة .. وعند سفح هذا التل كانت هناك بعض البيوت الصغيرة الخالية التي تركها الحجارون الذين كانو يعيشون هنا منذ زمن مضى ..
ولاحظت ان هناك ثقبا عميقا في الارض تؤدي اليه بعض درجات مقطوعة من في الحجر .. وبداخل هذا الثقب لا يوجد شيئ سوى ظلام دامس ..وضعني ((آلزفر)) على الارض جوار مدخل الثقب وقال وهو يشرح لي الموقف :- ها هو (( كهف جوزيف)) الذي حدثتك عنه .. وهنا سوف نختبئ الى ان تشفى قدمك تماما .. ولن يستطيع احد ان يعثر علينا هنا .. ان هذا الثقب يؤدي الى ممر طويل متعرج محفور بداخل التل .. وفي نهاية هذا الممر يوجد كهف واسع وله مخرج على البحر .. وفي هذا الكهف سنعيش الى ان تشفى قدمك ..
واسترحنا الى دقائق قليلة ثم حملني ((آلزفر)) بين ذراعيه وبدأ يهبط بعض الدرجات داخل الثقب ثم بدأنا نسير داخل سرداب ضيق ذي صخو رمدببة على جانبيه وفي السقف المنخفض فوق رؤوسنا .. ولكن كان من الواضح ان ((آلزفر)) يعرف المكان جيدا الى ان وصلنا الى نهاية الكهف المنشود .. وهو كهف كبير وواسع يتسرب اليه ضوء النهار خلال فتحة بعيدة .. ويهب بداخله هواء بارد ومنعش ومتجدد .. ولهذا فقد عرفت ان البحر ليس بعيدا عن هذا الكهف ..
- هيا يا جون..فمازالت امامنا مهمة صعبة اخرى .. ان علينا ان نعتني بقدمك الجريحة ونعالجها ..وعلينا ان نغادر هذا المكان بالرغم من ان الجنود لو صعدو الى قمة ((رأس هور )) مرة اخرى فلن يخطر في بالهم اننا في هذا المكان الآمن البعيد عن الطريق الصاعد العادي ..ولابد ان نتحرك الآن لنجد مخبا نختبئ فيه حتى نعالج قدمك .. وانا اعرف مكانا جيدا وآمنا اسمه ((كهف جوزيف)) وهو يبعد نحو سبعة اميال من هنا .. وقد تستغرق الرحلة النهار كله .. لاني مضطر للسير ببطء وانا احملك ..
وحملني ((آلزفر)) بين ذراعيه .. وبدا السير مخترقا مساحة من الحقول الواسعة .. وكان الالم في قدمي يشتد كل لحظة .. واخذت حرارة الشمس تشتد هي الاخرى .. وبدأت خطوات ((آلزفر)) تتباطأ وتصبح ثقيلة .. الى ان وصلنا الى بقايا حائط مهدم وهناك وضعني ((آلزفر)) على الارض وارتمي ارضا والن انه متعب ولا يستطيع مواصلة السير .. وطلب مني ان اظل مستيقظا واستمر في مراقبة المكان .. واستغرق هو في النوم خلال دقائق..
وكان الهواء يهب لطيفا دافئا ونحن محتمين بظل بقايا الحائط .. وبدأت اقاوم النعاس .. ولكني فشلت .. وبالرغم من اني مكلف بالحراسة ومن الواجب ان اظل مستيقظا الا ان النوم غلبني في النهاية ..
ولا ادري كم مر من الوقت .. ولكني استيقظت مفزوعا على صوت طلقة دوت في مكان قريب .. وعاودني الالم الشديد في قدمي بعد ان سكن قليلا اثناء نومي .. وتحركت لاوقظ ((آلزفر)) ولكني وجدته مستيقظا ووضع اصبعه امام فمه اشارة لي بان اسكت والزم الصمت دون حركة .. وزحف هو خلف الحائط واختبأ وراء شجرة حتى يستطلع الامر دون ان يراه احد .. وبعد فترة وجيزة عاد واخبرني :
-انه ولد صغير يصطاد الطيور ببندقية .. وعلينا الا نتحرك الا اذا جاء الصغير نحونا ..!
وبعد نحو دقيقة من المراقبة قال ((آلزفر)) :
- ها هو الصبي قادم نحونا .. لابد ان نريه انفسنا ..
وهب ((آلزفر)) واقفا ورآه الصبي وخاف الصبي وبدأ يجري .. فنادى عليه:
- هاه ايها الصبي .. ماذا تعمل هنا ..؟!
وتوقف الصبي عن الجري واجاب :
- اني اصيد الطيور للفلاح ((توب)) ..
وساله ((آلزفر)) :
- هل لديك بارود كاف .. هل يمكنك ان تعطيني بعض البارود لاني اريد ان اصيد ارنبا بريا من اجل عشائي .. ولكن ليس معي بارود لاحشي به مسدسي ..!
واجاب الغلام :
- نعم لدي قليل من البارود .. ولكني احتاجه لصيد الطيور .. ولا ساتعرض للضرب ..!
فقال ((آلزفر)) :
- لا عليك ايها الصبي .. اعطني بعض البارود وسوف اعطيك قطعة كبيرة من النقود ..
واخرج ((آلزفر)) من جيبه قطعة كبيرة من النقود ووضعها بين اصابعه ليغري بها الصبي الذي لمعت عيناه حين راى النقود التي يمكن ان يحصل عليها ..ولذلك فقد قال ((آلزفر)) على الفور:
-اعطني كل ما معك من بارود وسوف اعطيك قطعتين من هذه النقود ..
وبكل سهولة اعطى الصبي كل ما معه من بارود الى ((آلزفر)) .. واخذ الصبي نقوده ..واراد ((آلزفر)) ان يكمل الصفقة فقال للصبي :
- بعني البندقية ايضا..
وهنا رفض الصبي هذا العرض وقال :
- لا .. ان الناس يقولون ان هناك بعض المهربين قد هربو من هذه المنطقة وان جنود الملك يبحثون عنهم للقبض عليهم ..
فقال ((آلزفر)) دون تردد :
- ولهذا السبب بالذات اريد ان اشتري منك البندقية لادافع بها عن نفسي ضد المهربين الذين لا يمكن ان يلحقو بك اذى لانك صبي صغير ولا تهتم في شئ .. وسوف اعطيك قطعة ذهبية ..ها هي !
واخرج ((آلزفر)) من جيبه قطعة ذهبية واعطاها للصبي الذي اعطاه البندقية وانصرف .
***
لا ادري ما الذي جعلني لا اثق بهذا الصبي .. وظللت اراقبه بعد ان انصرف .. ولاحظت انه كان يسير متمهلا في البداية ثم سرعان ما اظلق قدميه للريح واخذ يجري .. واخبرت ((آلزفر)) بما افكر فيه وقلت له اني اشك في هذا الصبي سيذهب ليحبر الجنود بانه راى المهربين ويعرف مكانهم .. فقال ((آلزفر)) :- علينا في هذه الحالة ان نختفي فورا وعلينا ان نسير باقصى سرعة .. وعلى اية حال فان الكهف الذي نقصده قريب من هنا .. وعلى مسافة بسيطة .. هيا يا جون..!
وحملني ((آلزفر)) مرة اخرى .. وانطلق مسرعا ولكن بحذر .. وظل محتميا ببقايا الحائط الى ان عبرنا منطقة الحقول ووصلنا الى ارض واسعة يغطيها العشب وبجوارها تل منخفض ويبدو انه كان متحجرا في الماضي خيث يظهر جانبه وعليه الاثار التي تركتها الاحجار المقطوعة .. وعند سفح هذا التل كانت هناك بعض البيوت الصغيرة الخالية التي تركها الحجارون الذين كانو يعيشون هنا منذ زمن مضى ..
ولاحظت ان هناك ثقبا عميقا في الارض تؤدي اليه بعض درجات مقطوعة من في الحجر .. وبداخل هذا الثقب لا يوجد شيئ سوى ظلام دامس ..وضعني ((آلزفر)) على الارض جوار مدخل الثقب وقال وهو يشرح لي الموقف :- ها هو (( كهف جوزيف)) الذي حدثتك عنه .. وهنا سوف نختبئ الى ان تشفى قدمك تماما .. ولن يستطيع احد ان يعثر علينا هنا .. ان هذا الثقب يؤدي الى ممر طويل متعرج محفور بداخل التل .. وفي نهاية هذا الممر يوجد كهف واسع وله مخرج على البحر .. وفي هذا الكهف سنعيش الى ان تشفى قدمك ..
واسترحنا الى دقائق قليلة ثم حملني ((آلزفر)) بين ذراعيه وبدأ يهبط بعض الدرجات داخل الثقب ثم بدأنا نسير داخل سرداب ضيق ذي صخو رمدببة على جانبيه وفي السقف المنخفض فوق رؤوسنا .. ولكن كان من الواضح ان ((آلزفر)) يعرف المكان جيدا الى ان وصلنا الى نهاية الكهف المنشود .. وهو كهف كبير وواسع يتسرب اليه ضوء النهار خلال فتحة بعيدة .. ويهب بداخله هواء بارد ومنعش ومتجدد .. ولهذا فقد عرفت ان البحر ليس بعيدا عن هذا الكهف ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق