الاثنين، 13 أكتوبر 2014

رواية مونفليت - الفصل الثامن

الفصل الثـــــامن 

شخص يتصنت بالباب

تلقى (( ماسيكو)) نظرات غاضبة من جميع رجال القرية ووجهت الية النساء كلمات قاسية حين كان يسير فى الشارع الرئيسى بالقرية عصر هذا اليوم .. لقد غضب الجميع عندما علمو بما فعله فى المزاد ..

ولعدة ايام تالية ، لم يجسر (( ماسيكو)) على السير فى هذا الشارع .. وقالو بعض الرجال الذين كانو يراقبونه انه سافر الى (( واى ماوث)) ليقابل (( رجال الضرائب )) .. وانه طلب منهم ان يرسلو فرقة منهم الى (( مون فليت)) حتى يقبضو على المهربين فى اول عملية يقومون بها ..

وعندما وصلت هذه الاخبار الى اسماع (( الزفير)) قرر ان من الافضل التوقف عن عمليات التهريب لفترة حتى ينجلى الامر .. ومع ذلك ففى مساء احد الايام اخبرنى (( الزفير)) بأن شحنة البضائع قد وصلت وعلينا ان نستلمها ..

وقال (( الزفير)) وهو يشرح تفاصيل العملية :

_وصلتنى اخبار بأن الرجال لا يستطيعون الاحتفاظ بتلك البضائع فى بلدة (( سان مالو)) لفترة اطول من ذلك .. ونظرا لان (( ماسيكو)) اصبح الان يراقبجميع التحركات .. فلن استطيع احضار هذه البضائع الى مون فليت ولن اسطيع بالتالى اخفائها فى المخزن السرى بمقبرة (( الموهون)) ..
ولذلك فقد ابلغت السفينة (( بون ادفنشر)) التى تحمل هذه البضائع ان تتوجه شمالا الى منطقة تسمى (( كهف بيجروف)) وهى منطقة تقع بالقرب من رأس هور .. وكان الرجال يستخدمون هذا الكهف لفترة طويلة قبل ان نستخدم المخزن السرى بمقبرة (( الموهون )) ..
يمكننا ان نخفى البضائع فى ذلك الكهف لفترة .. وعلينا ان نرحل الى (( رأس هور )) حتى نصل اليها فى الساعة الخامسة فى صباح الغد .. انى اود ان نصل قبل ذلك لان الشمس تشرق فى الساعة الخامسة .. ولكن السفينة لن تستطيع الوصول الى هناك قبل الخامسة ..

فى تلك اللحظة بالزبط شعرت بلفحة من الهواء البارد تهب على ظهرى .. فنظرت الى الخلف لارى ما اذا كانت النافذة مفتوحة وتسرب منها هذا الهواء البارد ، ولكنى رأيت النافذة نغلقة .. فلا بد ان الهواء قد تسرب من الباب بعد فتحه .. وقمت على الفور واتجهت نحو الباب فوجدته مغلقا ، ولكنى شككت فى الامر وفتحت الباب بسرعة وخرجت الى الشارع فلم اتمكن من رؤية اى شئ فى الظلام لان الليلة كانت غير مقمرة .. وتصنت قليلا فلم اسمع شيئا سوى صوت البحر يأتى من بعيد .. وعدت الى داخل الحانة مرة اخرى .. وسألنى (( الزفير)) :
_ ماذا حدث .. ؟!

فأجبته بلا تردد :

_ يبدو ان احدا كان يتصنت من الباب .. الم تشعر بلفحة من الهواء البارد هبت فجأة .. ؟ 

قال (( الزفير)):

_ لا .. لم اشعر بشئ .. وعلى اية حال فاليلة باردة .. هيا اجلس لنواصل ما كنا نتحدث فيه ..

ولكنى نظرن الى الزفير وقد ازداد قلقى وقلت : 

_ الزفر انى اعتقد جادا ان احدا كان يتصنت من الباب .. وربما مازا هذا الشخص موجودا بداخل الحانة .. واعتقد ان علينا ان نشعل شمعة ونفتش فى جميع الحجرات حجرة حجرة .. 

قال (( الزفير )) : 

_ اعتقد ان الهواء البارد الذى هب عليك هو الذى حرك الباب واغلقه .. ومع ذلك فلا بأس من ان نفعل ما تقول ونشعل شمعة .. هيا .. !

ودرنا بالشمعة وفتشنا كل ركن فى الحانة ، ولم نجد شيئا .. فضحك (( الزفير)) قليلا وطلب ان نعود الى الجلوس جوار المدفئة .. وعاود (( الزفير)) حديثه قائلا :

_ لم يعد امامنا سوى اسبوعين فقط حتى نغادر الحانة .. انه لامر محزن ان تصبح ابواب هذه الحانة موصدة فى وجهى .. لقد توارثت عائلتى حق ادارة هذه الحانة لاكثر من مئة عام .. ولا استطيع الان ان اعمل شيئا لاستعادتها .. ولهذا فعلينا فى الغد ان نسير على شاطئ البحر لنبحث عن بيت صغير يكون بالقرب من منطقة (( كهف بيجروف)) التى تقع بالقرب من البحر .. ان هذا الكهف يصلح تماما لاخفاء بضائعنا .. لقد كان المهربون يستعملونه منذ مئات السنين ..!

ولم اقل شيئا ولزمت الصمت .. بالرغم من انى سمعت جميع كلمات (( الزفير)) كلمة كلمة .. الا ان ذهنى كان سارحا فى اشياء اخرى .. وعندئذ قال (( الزفير)) :

_ يبدو انك متعبا قليلا يا جون .. هيا اذهب ونام على سريرك بعض الوقت !

وبالفعل كنت متعبا لاسباب اخرى تطير النوم من عينى .. كنت حزيننا لاضطرارى لمغادرة (( مون فليت )) وبالتالى فراق (( جريس ماسيكو))

التى احببتها من كل قلبى .. والتى كثيرا ماكنت اقابلها وهى تتجول فى غابة (( مانور )) القريبة من بيتها .. وكنا نتجول سويا حين يكون ابوها غائبا عن البيت .. والحقيقة انى اخبرت (( جريس)) بكل شئ .. لانى كنت اثق فيها ثقة لاحدا لها .. واعلم تماما انها لايمكن ان تبوح باسرارى لاي احد حتى ابيها .. اخبرتها عن الممر السرى والمخزن والاعمال تهريب البضائع التى نقوم بها .. وعندما اخبرتها بكل الاسرار الفتت الى وقالت :

سوف اشعل شمعة وراء زجاج نافذة حجرتى فى كل ليلة من ليالى الشتاء لعلك تراها وتسترشد بها وانت تعمل فى البحر . .

وبالفعل نفذت (( جريس )) وعدها ولاحظ الكثيرون من البحارة ان ضوء هذه الشمعة يظهر من ناحية البحر ، وان هذا الضوء يرشدهم عندما يقتربونمن الشاطئ ، ولذلك فقد سماه البحارة منارة (( ماسيكو)) .. ولكن احدا لا يعرف السبب الحقيقى لوجود تلك الشمعة المضيئة التى تشعلها (( جريــــــــــــس مــاسيــكو)) كل ليلة .

ولان .. تقرر ان اغادر (( مون فليت )) .. وربما لن استطيع ان اقابل (( جريس )) او اراها بعد ذلك ابدا .. ولهذا قررت ان اذهب فى الصباح الى (( غابة مانور )) القريبة من بيتها .. لعلى اراها واخبرها بكل شئ . . !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق