الفصل الثانى
الموهون يتحركون .. !
وفى يوم السبت .. بعد مرور بضعة ايام على زيارتى الاولى لحانة ((هواى نوت )) .. وكان الجو شيئا للغاية ، فقد هطلت الامطار بغزارة ، وفاض النهر وغطت المياه مساحة كبيرة من القرية ، ومع ذلك فقد ظلت منطقة المقابر بعيدة عن مياه الفيضان بالرغم من ان المياه قد وصلت بالفعل الى الجدران المحيطة بالمنطقة .
وكان الوقـــت بعد الظهر .. وكنت اسير مع(( راتسى )) فى الطريق الذى يخترق منطقة المقابر لانه كان أفضل الطرق الصالحة للوصول الى القرية بعد أن اغرقت المياه بقية الطرق الاخرى .
وهناك تقابلنا مع (( المستر جيلينى )) الذى كان قادما من جهة الكنيسة .. وعندئذ توقفنا عن السير وبدأنا نتحدث معه .. وكانت وقفتنا بجانب قبر مرتفع ، يبدو وكأنه على شكل منطدة ، وتحيط به شجرتان .. شجرة على كل جانب ..
وكانت الشمس قد اوشكت على المغيب والاختفاء خلف خط الافق ، ولكنها لم تزل تسلط اشعتها الحمراء على السحب العالقة بالسماء .. والتى كانت تشكل فى اشكال غريبة ورجال ضخام يحيط بهم الور الاحمر من كل جانب ..
والحقيقة انى بدأت اشعر بالخوف من البقاء فى منطقة المقابر بعد مغرب الشمس وحلول الظلام .. لذلك فقد وضعت يدى على كتف (( راتسى )) لآنبهه ان وقت عودتى الى البيت قد حان .
وبجأة حدث شئ جعلنى ارتعد من شدة الخوف .. سمعنا اصواتا صادرة من تحت ارض المقابر .. وكانت معنا (( مسز تاكر )) وهى سيدة عجوز طاعنة فى السن .. وماان سمعت الاصوات المخيفة التى سمعناها ،، حتى صاحت عاليا وهى تسرع بالفرار .
_ الموهون يتحركون !! .. الموهون سيخرجون من قبورهم ..!!
وعندئذ قال (( المستر جلينى )) وهو يقف ثابتا كأن شيئا لم يحدث :
يالها من سيدة غبية ! .. اننا نقف فوق القبور .. والقبور عبارة عن غرف تحت الارض .. وبعضها غرف واسعة رصت فيها توابيت اسرات وعائلات بأكملها .. وربما تسربت المياه الى تلك الغرف فحركت التوابيت وجعلتها تتخابط فى بعضها البعض ..
وقال(( راتسى)):
_ ربما تكون على صواب يا مستر(( جلينى )) .. ولكن هناك مثل يقول : عندما يتحرك الموهون .. فان ذلك معناه الموت لشخص ما ..!
فقال المستر ((جلينى)) :
_ اذا تحرك الموهون فان ذلك قد يعنى اشياء كثيرة .. ولكن هذه المرة لم يتحرك الموهون ..بل المياه هى التى حركت توبيتهم!
وكان الوقـــت بعد الظهر .. وكنت اسير مع(( راتسى )) فى الطريق الذى يخترق منطقة المقابر لانه كان أفضل الطرق الصالحة للوصول الى القرية بعد أن اغرقت المياه بقية الطرق الاخرى .
وهناك تقابلنا مع (( المستر جيلينى )) الذى كان قادما من جهة الكنيسة .. وعندئذ توقفنا عن السير وبدأنا نتحدث معه .. وكانت وقفتنا بجانب قبر مرتفع ، يبدو وكأنه على شكل منطدة ، وتحيط به شجرتان .. شجرة على كل جانب ..
وكانت الشمس قد اوشكت على المغيب والاختفاء خلف خط الافق ، ولكنها لم تزل تسلط اشعتها الحمراء على السحب العالقة بالسماء .. والتى كانت تشكل فى اشكال غريبة ورجال ضخام يحيط بهم الور الاحمر من كل جانب ..
والحقيقة انى بدأت اشعر بالخوف من البقاء فى منطقة المقابر بعد مغرب الشمس وحلول الظلام .. لذلك فقد وضعت يدى على كتف (( راتسى )) لآنبهه ان وقت عودتى الى البيت قد حان .
وبجأة حدث شئ جعلنى ارتعد من شدة الخوف .. سمعنا اصواتا صادرة من تحت ارض المقابر .. وكانت معنا (( مسز تاكر )) وهى سيدة عجوز طاعنة فى السن .. وماان سمعت الاصوات المخيفة التى سمعناها ،، حتى صاحت عاليا وهى تسرع بالفرار .
_ الموهون يتحركون !! .. الموهون سيخرجون من قبورهم ..!!
وعندئذ قال (( المستر جلينى )) وهو يقف ثابتا كأن شيئا لم يحدث :
يالها من سيدة غبية ! .. اننا نقف فوق القبور .. والقبور عبارة عن غرف تحت الارض .. وبعضها غرف واسعة رصت فيها توابيت اسرات وعائلات بأكملها .. وربما تسربت المياه الى تلك الغرف فحركت التوابيت وجعلتها تتخابط فى بعضها البعض ..
وقال(( راتسى)):
_ ربما تكون على صواب يا مستر(( جلينى )) .. ولكن هناك مثل يقول : عندما يتحرك الموهون .. فان ذلك معناه الموت لشخص ما ..!
فقال المستر ((جلينى)) :
_ اذا تحرك الموهون فان ذلك قد يعنى اشياء كثيرة .. ولكن هذه المرة لم يتحرك الموهون ..بل المياه هى التى حركت توبيتهم!
***
شعرت بالسرور والارتيا عندما غادرت ذلك المكان .. واسرعت فى الطريق الى البيت .. ولكن ذهنى كان مشغولا طول الوقت بحكاية ((جون موهون)) ذى اللحية السوداء الجوهرة التى خبئها فى مكان ما ..
ترى اين خبئها ؟.. ربما اخفاها فى قبره .. وهل هو بالفعل مازال يبحث عنها ؟! .. وهل صحيح انه يقوم من تابوته ويخرج من قبره بعد غروب الشمس ويظل يبحث عنها طوال الليل ؟!.. يبحث عن تلك الماسة البراقة اللامعة الثمينة التى باع من اجلها شرفه .. وهل يكتفى بالبحث عنها فى منطقة المقابر او بالقرب منها .. او فى داخل القرية نفسها .. فى الحارات المظلمة .. وفى الاركان والاماكن التى تخفيها الظلال .. ؟!
وتذكرت (( كراكى جونس )) الذى تم العثور عليه مقتولا ذات صباح .!
***
وفى يوم الاثنين .. قررت الذهاب الى منطقة المقابر لعلى اسمع اصوات ((الموهون)) وهم يتحركون ..وهل هم يتحركون فعلا ؟ .. وبطبيعة الحال فقد حرصت على ان تتم هذه الزيارة قبيل غروب الشمس ، وان اغادر منطقة المقابر قبل ان تحمر السماء وقبل ان تصبح الاشياء كلها ظلال داكنة ..وتسللت الى منطقة المقابر .. وقصدت القبر الضخم لاذى يبدو كمنطدة والذى يتوسط شجرتين والذى كنا بجانبه حين سمعنا الاصوات الصادرة من تحت الارض .. وهناك فوجئت بوجود(( راتسى )) و (( السفير )) وكان (( راتسى )) يضع اذنه على جدار القبر كما لو كان ينصت الى شئ .. ولاحظت ان (( راتسى )) قد اعتراه الغضب حين رأنى ولذلك فقد بدأت فى الجرى محاولا الهرب ، ولكنه نادى على قائلا :
_جون .. جون .. مالذى دعاك الى الحضور الى منطقة المقابر فى مثل هذا الوقت ؟!
اجبت بلا تردد:
_ لقد جئت اسمع اصوات ((الموهون )) وهم يتحركون .. وهل مازالو يتحركون ؟!
فقال ((راتسى)):
_دعك من هذه الخرافات والاشاعات الغبية .. كل مافى الامر ان المياه قد تسربت تحت احجار هذا القبر .. وهأنذا اقوم باصلاحها .. وعليك الان ان تذهب الى بيتى فى طريق عودتك .. وتخبرهم هناك بأننى سأتأخر فى العودة هذا المساء لانى مشغول فى اصلاح القبر كما ترى !
لاحظت انه يحاول ان يجد مبررا او سببا ليبعدنى عن هذا المكان .. وعلى اية حال فلم اكن ارغب فى الوجود اعتبر نفسى فيه شخصا غير مرغوب .
ولذلك فقد اسرعت بالعودة .. ومررت على بيت (( راتسى )) واخبرتهم بما قال .. ولكنى ما ان غادرت البيت بعد اداء هذه المهمة ، حتى رايت (( راتسى )) قادما نحو البيت .. وحين رانى ضحك ..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق